وسط خروج بعض الزراعات من الكفاءة الاقتصادية وصعوبة تحديد الحجم والمساحة الأمثل للإنتاج.. (النمذجة الذكية) طريق سريع لتوفير النفقات وسرعة اتخاذ القرار

دمشق-رشا عيسى:

يبدو تحديد الحجم والمساحة الأمثل للإنتاج مهمة ليست ببسيطة تواجه المعنيين بالشأن الزراعي، حيث تختلف المساحات المجدية اقتصادياً حسب نوع المزروعات إن كانت أشجاراً مثمرة أو محاصيل.

ونظراً لخضوع الإنتاج الزراعي لمتغيرات شديدة التعقيد منها طبيعية كالتغيرات المناخية والصقيع وموجات الجفاف، وأخرى اقتصادية كتغيرات الأسعار والأزمات الاقتصادية، جعل الكثير من الزراعات تخرج من إطار الكفاءة الاقتصادية، وباتت الحاجة أكبر لاستخدام (النمذجة الذكية ) لما يحقق توفيراً بالنفقات وسرعة في اتخاذ القرار كما يشير الخبراء الزراعيون.

النمذجة الذكية
الباحث الزراعي الدكتور مجد نعامة تحدث لـ”تشرين” عن دور النمذجة الذكية في حساب المساحات المجدية اقتصادياً وزراعياً، مبيناً أن الكثير من المزارعين يعانون صعوبة في اتخاذ القرار حول الحجم الأمثل للإنتاج، وبالتالي صعوبة تحديد المساحة الواجب زراعتها بالمحصول والكميات اللازمة من مدخلات الإنتاج، ما يؤدي إلى خروج عملية الإنتاج من إطار الكفاءة الاقتصادية ولاسيما أن التكاليف هي العامل الأساس في تحديد الأرباح وهي عامل متغير بحسب كمية الإنتاج.

نعامة: استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتمتع بالدقة العالية في تقدير النماذج الرياضية مهم جداً خاصة في إطار خضوع الإنتاج الزراعي لمتغيرات شديدة التعقيد

إن تحديد حجم الإنتاج المحقق للكفاءة الاقتصادية كذلك الحجم المعظم للربح باستخدام النمذجة الرياضية لدوال الإنتاج ودوال التكاليف بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية الحديثة، ولاسيما استخدام (نماذج الذكاء الاصطناعي) والتي تتمتع بالدقة العالية في تقدير النماذج الرياضية، مهم جداً خاصة في إطار خضوع الإنتاج الزراعي لمتغيرات شديدة التعقيد منها طبيعية كالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية كالصقيع وموجات الجفاف وأخرى اقتصادية كتغيرات الأسعار والأزمات الاقتصادية وعدم توافر أسواق التصريف المناسبة، ما جعل الكثير من الزراعات تخرج من إطار الكفاءة الاقتصادية.
وأكد نعامة أن اتخاذ القرار الأمثل بالاعتماد على معطيات واقعية وباستخدام التكنولوجيا الرقمية الحديثة في النمذجة (النمذجة الذكية) ستوفر كثيراً في النفقات وتؤمن السرعة اللازمة في اتخاذ القرار الأمثل بناء على تحديد نقطة الإنتاج التي تحقق الإنتاج المطلوب بأقل تكلفة وتسهم في تقديم تصورات واضحة عن التغيرات المستقبلية في الظروف المناخية والاقتصادية ما يوفر الكثير من الوقت والجهد ويساعد متخذي القرارات الإدارية والسياسية الزراعية في التخطيط الزراعي المستقبلي.

رسم الخريطة الزراعية
كما تسهم هذه التقنيات وفقاً لنعامة في رسم الخريطة الزراعية لمختلف المحاصيل والأشجار المثمرة بالاعتماد على نظام المعلومات الجغرافية (GIS) وتقنيات الاستشعار عن بعد (RST) التي توفر البيانات اللازمة حول المساحة القابلة للزراعة، خصائص التربة، الظروف المناخية، بشكل قابل للتحليل باستخدام النماذج الاقتصادية المبنية على المنطق الاقتصادي والنظرية الاقتصادية (معظمة الأرباح وتدنية التكاليف)، وبالتالي تحديد الخريطة الجغرافية لكل نوع من أنواع المحاصيل والأشجار المثمرة بالشكل الذي يحقق الكفاءة الاقتصادية المطلوبة.

وسوف: أغلب المحاصيل الطبية والعطرية والمحاصيل الزيتية ومحاصيل الخضار وغيرها أسعارها غير مستقرة في كثير من الأحيان، وقد تكون غير مجدية اقتصادياً بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج

اعتبارات مختلفة

وباعتبار أن المحاصيل المجدية اقتصادياً هي عنوان واسع وعريض يخضع لاعتبارات كثيرة أهمها الأمن الغذائي بيّن المدير العام لهيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف لـ( تشرين) أن المحاصيل المجدية اقتصادياً تخضع لاعتبارات كثيرة أهمها الأمن الغذائي، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها توفر مستلزمات الإنتاج والعوامل البيئية والمناخية المناسبة لكل محصول، بالإضافة إلى الريعية الاقتصادية لهذه المحاصيل بالنسبة للسكان المحليين، مشيراً إلى اختلاف المحاصيل في الجدوى الاقتصادية لها من محصول لآخر ومن عام لآخر، حيث أن أغلب ( المحاصيل الطبية والعطرية والمحاصيل الزيتية ومحاصيل الخضار وغيرها) هي محاصيل أسعارها غير مستقرة في كثير من الأحيان، وقد تكون غير مجدية اقتصادياً بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج لأن مثل هذه المحاصيل تخضع للعرض والطلب عليها في الأسواق التجارية.

وأوضح وسوف أنه على صعيد الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب يحتل موضوع الأمن الغذائي أهمية بالغة ضمن الإستراتيجة العامة لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ولتحقيق هذه الغاية وخاصة فيما يتعلق بموضوع القمح لما له من أهمية بالغة بالحفاظ على الأمن الغذائي الوطني تقوم وزارة الزراعة بشكل سنوي بدراسة تكاليف الإنتاج لمحصول القمح، وتقوم بوضع تسعيرة على أساس التكاليف مع تحقيق هامش ربح للفلاح وبالتالي ضمان تفادي الخسائر للإخوة الفلاحين.

وتأتي بالمرتبة الثانية، الزراعات التي تحقق نسبة نجاح عالية في منطقة الغاب، فإننا نولي أهمية لمحاصيل البقوليات الغذائية لأهميتها الغذائية من جهة، وتحقيقها ريعية اقتصادية في كثير من الأحيان من جهة أخرى.

دياب: المساحة المجدية اقتصاياً للمحاصيل هي 10 دونمات وما فوق

10 دونمات
مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور أحمد دياب حدد أن المساحة المجدية اقتصاياً للمحاصيل هي 10 دونمات وما فوق، وللأشجار المثمرة يتوقف على عمر الأشجار ونوعها وإنتاجها وغيرها من العوامل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
بمشاركة ٢٥ باحثاً و ٢٧ شركة دوائية.. انطلاق المؤتمر العلمي الصيدلاني السابع في حماة نقيب الصيادلة : نسعى لإقامة مؤتمر دولي للصيادلة في سورية 8 من أيلول القادم موعد بدء العام الدراسي في جميع المدارس بحث التحضيرات لعقد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين سورية وأرمينيا أكثر من 180 ألف طالب بين مكمّل ومحسّن يستعدون لتقديم امتحانات الدورة الثانية في 712 مركزاً امتحانياً بصمة إلكترونية بدل بطاقة التأمين الصحي.. مدير هيئة الإشراف على التأمين من حلب: تحد من الهدر والإحراج «زراعي الغاب» بانتظار نحو 85 مليار ليرة لاستكمال تسديد الحبوب المسوقة في مجاله استخدام الهاتف كوسيلة لتهدئة الأطفال يدمرهم على المدى الطويل ٥ مليارات ليرة الخطة الاستثمارية للشركات الإنشائية في الربع الأول من العام الحالي الحرارة إلى انخفاض وأمطار خفيفة متوقعة في المرتفعات الساحلية الخارجية الروسية: تصريحات زيلينسكي حول إنهاء النزاع مرتبطة بالانتخابات الأمريكية