دراسة روسية تؤكد أن العزلة الطويلة تؤثر في الجهاز المناعي

تشرين:
يسعى العلماء الروس لدراسة تأثير العزلة على الجهاز المناعي للإنسان من خلال تجربة تشمل عدداً من المشاركين وتمتد نحو عام كامل.
وقال مدير مختبر فسيولوجيا منظومة المناعة في معهد المشكلات الطبية الحيوية الروسية، سيرغي بونوماريوف، إن الهدف من التجربة هو رصد مدى تأثر مناعة الشخص المعزول عن العالم الخارجي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، عن بونوماريوف قوله: إن المشاركين، في التجربة المشار إليها بـ «سيروس 23»، سيخضعون لعزلة على مدى عام كامل، تحاكي العزلة التي يتعرض لها رواد الفضاء على مدى زمني طويل خلال رحلاتهم الطويلة.
وعلق بونوماريوف بقوله: نتوقع أن تؤدي إطالة مدة العزلة إلى انخفاض في المؤشرات الصحية، والأرجح أن هذا التراجع سيصل إلى مستوى معين ويستقر، ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا تأكيد هذا الأمر، لذلك نجري تجربة ونرصد التغيرات.
وفي سلسلة تجارب «سيروس» السابقة، خضغ مشاركون لعزلة استمرت 4 أشهر، ولم تشهد الفترة تغيرات ملحوظة في الجهاز المناعي، وفي تجربة استمرت فيها العزلة 8 أشهر، تأثر الجهاز المناعي بصورة ملحوظة.
ووفقاً لمدير المعهد الروسي، فإن مشاركة 6 أشخاص في كل مرحلة من تجارب سيريوس، لا تكفي لجمع بيانات إحصائية كافية للعلم. لذلك، يتم تكرار بعض الدراسات خلال كل تجربة، من أجل مقارنة البيانات التي تم الحصول عليها، قائلاً: سيحاول العلماء معرفة إلى أي حد يمكن أن تنخفض مناعة الشخص المعزول عن العالم الخارجي.
وأضاف: نتوقع أن تؤدي إطالة مدة العزلة إلى انخفاض في المؤشرات، ولكن في الوقت نفسه، تقليص الوظائف إلى الحد الأدنى المرتبط بوجودهم في مكان مغلق على الأرجح، سيصل إلى مستوى معين ويستقر، ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا تأكيد هذا الأمر، لذلك نجري تجربة.
ووصف بونوماريوف انخفاض المناعة الذي لاحظه الباحثون خلال التجربة التي استمرت أربعة أشهر، بأنه «بدائي»، ولكن بعد ثمانية أشهر من العزلة، أصبحت «الصورة كاملة» وواضحة، ووفقاً له إن مشاركة ستة أشخاص في كل مرحلة من تجارب سيريوس، لا تكفي لجمع بيانات إحصائية كافية للعلم.
لذلك، يتم تكرار بعض الدراسات خلال كل تجربة، من أجل مقارنة البيانات التي تم الحصول عليها.
يشار إلى أن، الجهاز المناعي هو جهاز متخصص في الدفاع عن الجسم ضد العَوامِل الأجنبية، أو العَوامِل الغازية الخطيرة، أي هو شبكة من العمليات الحيوية التي تحمي الكائن الحي من الأمراض، يكتشف ويستجيب لمجموعة واسعة من مُسببات الأمراض، من الفيروسات إلى الديدان الطفيلية، وكذلك الخلايا السرطانية، ويميزها عن الأنسجة السليمة للكائن الحي، كما أن العديد من الكائنات الحية لديها نظامان فرعيان رئيسيان من الجهاز المناعي، يوفر الجهاز المناعي الفطري استجابة مسبقة التكوين لمجموعات واسعة من الحالات والمحفزات، ويوفر جهاز المناعة التكيفي استجابة مصممة لكل منبه من خلال تعلم التعرف على الجزيئات التي صادفها من قبل، كلاهما يستخدم الجُزيئات والخلايا لأداء وظائفها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار