العدو الصهيوني ينزل بنفسه عن الشجرة.. لا مفرّ من هدنة

تشرين:
أنزل الكيان الصهيوني الغاصب نفسه عن الشجرة، ففي حين لم تجد المحاولات السابقة للتوصل إلى هدنة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الـ46، كانت لافتاً إعلان هيئة البث الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن حكومة بنيامين نتنياهو أعطت الضوء الأخضر لصفقة أسرى مع المقاومة الفلسطينية، بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أنّ واشنطن تعتقد بأنّ التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى بات قريباً.. وكيفما تكون صيغة الصفقة أو الهدنة المرتقبة والمنتظرة لكن هذا لا يمنع من رؤية الصورة على حقيقتها حتى لو تمت محاولات التعتيم عليها وهي أن «تل أبيب» تبحث عن مخرج بطريقة ما مواربة غير مباشرة وتواصل عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني في ظل المفاوضات لـ«كسر» إرادة المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى لتصدير صورة لإنجازات لم ولن تتحقق.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية عن قرب التوصل إلى هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي، وقالت: سلمنا ردنا إلى الوسطاء في الهدنة مع كيان الاحتلال ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة .
وتحدثت المقاومة عن أن تفاصيل اتفاق الهدنة سيتم الكشف عنها في الساعات المقبلة، مشيرة إلى مماطلة من الجانب الإسرائيلي لإتمام اتفاق الهدنة، خاصة من قبل نتنياهو الذي يحاول التفاوض في ظل العدوان لكسر المقاومة.
وحسب مصادر مطلعة على مفاوضات الاتفاق فإن الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط.
وأضافت المصادر: الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 و100 أسير لدى المقاومة الفلسطينية من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين.
وأوضحت المصادر أنّ الإفراج عن هؤلاء سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير.
ويتضمّن الاتفاق إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال، وفق المصادر ذاتها التي أكدت أنّ احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة.
في السياق ذاته تحدثت العديد من الشبكات الإعلامية أيضاً عن صفقة تبادل أسرى، وصفتها بـ«المتبلورة» بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال عبر مفاوضات غير مباشرة، مشيرة إلى أنها ستتضمن تحرير 50 أسيراً إسرائيلياً مقابل موافقة إسرائيلية على إدخال مساعدات إنسانية أوسع إلى قطاع غزة.
ولفت الشبكات إلى أنّ الصفقة تتضمن أموراً عدّة، أبرزها: وقف مؤقت للقتال، لكن لا يزال ليس معلوماً كم من الوقت، وأيضاً ستتضمن إدخال وقود، وفق مصادر مطّلعة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ «إسرائيل» تُحضّر 300 من الفلسطينيين نساء وأطفال لإطلاق سراحهم في حافلات إلى قطاع غزّة.
في ظل الوضع القائم يواصل كيان الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة مستهدفاً كافة مناحي الحياة ومركزة بصورة أكبر على المستشفيات، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم خروج مستشفيات شمال قطاع غزة المحاصر من الخدمة بشكل كامل جراء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي قصفها وانقطاع الكهرباء ونفاد الوقود بسبب عدوانه المستمر لليوم الـ 46، في المقابل تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في أكثر من محور في قطاع غزة ما يؤخر تقدم هذه القوات.
وأعلنت المقاومة استهداف 3 آليات عسكرية في حي الشيخ رضوان وحي النصر بقذائف «التاندوم» وعبوات العمل الفدائي، كما كشفت عن استهداف دبابات و 3 ناقلات جند ومركبة عسكرية في محاور التوغل في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومنطقتي المخابرات والتوام بقذائف «التاندوم» والـRPG 9.
في غضون ذلك، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر مقتل اثنين من قواته وإصابة 5 آخرين بجروح خطرة في شمال قطاع غزة. وبعد هذا الاعتراف، يرتفع عدد القتلى في صفوفه إلى 389 قتيلاً منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بينهم 70 جندياً منذ بدء المعركة البرية شمالي غزة، وفق إحصائية الاحتلال.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 13300 شهيد بينهم أكثر من 5600 طفل و3550 امرأة، إضافة إلى إصابة ما يزيد على 31 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار