الدعم الأميركي غير المشروط والمنحاز لـ«إسرائيل» مُعلن وبات معروفاً للجميع

تشرين- زينب خليل:
الدعم الأميركي غير المشروط والمنحاز تماماً لـ«إسرائيل» مُعلن وبات معروفاً للجميع.. أي إن نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان وبغداد لم تكن مفاجئة لأحد, حيث كان المفروض أن يتوصل الاجتماع إلى وقف لإطلاق النار في غزة, وهو ما قُوبِلَ بالرفض من الجانب الأميركي، إذ إن أميركا تقول للعالم: «هذه الحرب هي حربي ولا وقف لإطلاق النار إلا بإذني»، وتقول لـ«إسرائيل»: «استمري بالقتل والمجازر والقصف ولكن بقنابل أصغر قليلاً، أنا سأزودك بالمال والسلاح والدعم السياسي، لا تهتمي للعالم والمجتمع الدولي»، وهذا ليس كلاماً من فراغ بل كان نقلاً عن صحيفة «نيويورك تايمز» التي بدورها نقلت عن أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين بأن «الأمريكان أبلغوا إسرائيل باستخدام قنابل أصغر».
أما في حكومة الاحتلال فيخرج وزير ما يسمى «وزارة التراث» المتطرف عميحاي إلياهو ليقترح إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة حيث لم تعجبه فكرة القنابل الأميركية الصغيرة, ولم ترضهِ قنابل «إسرائيل» التي تلقيها يومياً على المدنيين في غزة والتي تزن أطناناً من المتفجرات.
قبل أن نناقش فكرة القنبلة الذرية, هناك تساؤل جدّي وجب طرحه، ما «التراث» الذي تملكه «إسرائيل» ويتطلب وجود وزارة ووزير؟ ما عمر «إسرائيل» وموروثها الثقافي؟ لا عجب أنهم طرحوا السلاح النووي وما لدى إسرائيل تراث غير هذا؟
بالعودة إلى القنبلة الذرية فإن طرح حماقة كهذه دحض رواية الاحتلال – الكاذبة بالأساس- أمام العالم ودمرت ما عَملت عليه «إسرائيل» منذ بداية عدوانها, وما سخّرت من أجلها من وسائل إعلام ومؤسسات وشركات عالمية لدعمها, الرواية التي بُنيت على تصوير «إسرائيل» بصورة المدافع عن نفسه والمعتدى عليه, فكيف لمدافع عن نفسه أن يستخدم سلاحاً نووياً ضد ملايين من المدنيين!؟ اقتراح الوزير الصهيوني سبّب حالة من الإرباك والتخبط الهائل في وسائل الإعلام الإسرائيلية وبين أوساط الداعمين والمروجين لرواية الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي.
التخبط الأكبر كان ضمن حكومة نتنياهو، حيث قرر الأخير إبعاد المدعو «إلياهو» عن مثل هذه الاجتماعات.
ليس إلياهو وحده من يرتكب الحماقات داخل حكومة الاحتلال, فقد سبقه رئيس حكومته وأرسل «تهديداً» للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مباشرة بعد انتهاء الخطاب الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي, تهديدٌ اعتبره المحللون من أكبر الحماقات السياسية, لكن مادفعه لذلك بسبب حالة الرعب والهلع اللذين أصاباه بعد سماعه الخطاب, كما دفعه خوفه وهلعه إلى استهداف مدنيين على الطريق الرئيسي الواصل بين منطقتى عيناتا وعيترون فى بلدة بنت جبيل جنوب لبنان ما أدى إلى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال, من دون حساب أي نتائج وتداعيات مرتدة بالضرورة على الكيان.
ختاماً لا نستغرب من مجازر وجرائم وتهديدات الاحتلال الصهيوأميركي حتى بإلقاء القنابل الذرية على المدنيين, فهم لديهم تاريخ موسوم بهذا الطابع منذ كارثة هيروشيما وناغازاكي في اليابان، لكن السؤال: هل تصل بهم الحماقة لينسوا ما يملكه الدب الروسي وذكّر به منذ بداية عملية «طوفان الأقصى» والعدوان على غزة؟ وهل يجرون المنطقة للانزلاق بحرب نووية تنسف كل شيء، أم يبقى ذلك ضمن إطار الحماقات الصهيونية؟ هذا ما ستكشفه الأيام أو الأسابيع أو ربما الشهور القادمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار