غزة عصيَّة على العدو
مع دخول اليوم الخامس والعشرين على التوالي، ومُنذ انطلاق بشائر النصر القادم من غزة في يوم السبت 7 تشرين الأول من قِبَل أبطال المقاومة الفلسطينية، مُنذ تلك اللحظات الاستثنائية التي طال انتظارها وجيش العدو الإسرائيلي يحاول ويخطط للاجتياح البري لقطاع غزه بآلته العسكرية ومحاولاً اختراق الخطوط البرية، وبعد كل هذه المحاولات التي باءت بالفشل، وتغيير في سقف العمليات البرية من اجتياح إلى مناورة وصولاً إلى عمليات، ولم يستطع إخفاء ذلك، بالرغم من قطعه لكل أشكال الاتصالات، وكل ما يمكن استخدامه لكشف وقائع هزيمته.
الأنظار تشخص صوب العمليّة العسكريّة «الإسرائيليّة» المُزمعة على غزّة- والتي يبدو أمامها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو- ووزير حربه وسائر فريقه، بموقف العاجز والمتردّد.
هي المقاومة إذاً التي باتت تُرعب الجميع، حتى الأميركي الذي بات يدير ويضع الخطط العسكرية بشكل مباشر للكيان الصهيوني، تلقّى ضربة موجعة وتكتّمت عليها الأروقة الأميركية إلى أن كشف عنها المستشار السابق في وزارة الحرب الأميركية دوغلاس ماكغريغور، والذي أماط اللثام عن تفاصيلها: حيث قال إن «قوات خاصّة أميركية ذهبت باتجاه غزّة للاستطلاع وتحديد سبل تحرير الرّهائن تحوّل عديدها الى أشلاء».
إذا كانت قوات أميركية كهذه فائقة التدريب والقدرات حوّلتها المقاومة إلى أشلاء وكانت قَيد الاستطلاع.. فكيف سيكون عليه الحال عند التوغّل داخل غزة وغياهب أنفاقها لاقتلاع هذه المقاومة كما يتوعّدون؟
نعم هناك فشل بري إسرائيلي كبير ينتظر العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي الذي بات يعرف هذه الحقيقة، لذلك، لم يعدّ مستغرباً حالة التخبط والإنكار التي تعيشها أوساط الكيان بكل مستوياته، السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية وغيرها، في وضع مصطلح دقيق يسمي ويوصّف طبيعة هذه العمليات البرية التي يشنها جيشهم، فمنهم من استخدم مصطلح توغّل واسع النطاق ومنهم من سماه عمليات برية، خشية من تسميته بالهجوم البري لأنهم يدركون فشله، بالرغم من شنهم أكثر من مئات الغارات الجوية، وتدميرهم مئات المباني في القطاع بشكل كلّي، وهذا ما لم يمنع أيضاً من جهة أخرى، إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية للصواريخ في توقيت واحد، والتي أصابت «تل أبيب» ومستوطنات غلاف غزة.
أما وأنّ ضباطاً وجنرالاتٍ ومستشارين عسكريين أميركيين هم من يضعون الآن الخطط العسكرية في الكيان «الإسرائيلي»، وبما أن هذه المعركة هي معركة وجودية له منذ «طوفان» 7 تشرين، فإنّ محور المقاومة بالمقابل، يعدّ أنّ ما بعد هذا التاريخ بالتأكيد لن يكون كما قبله.. «وممنوع تغيير الشرق الأوسط بما تشتهيه الولايات المتحدة وربيبتها “إسرائيل”.