لقاء تضامني في دمشق لدعم الشعب الفلسطيني في معركته مع العدو

تشرين- هبا علي أحمد:

تحت رعاية القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أقام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة لقاء تضامنياً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة تحت عنوان “دعم الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى المباركة” وذلك في قاعة السابع من نيسان في مبنى القيادة المركزية ظهر اليوم.
وخلال اللقاء أكد الرفيق اللواء ياسر الشوفي عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن المقاومة الفلسطينية الباسلة تكتب اليوم مع الشعب الفلسطيني صفحة جديدة في كتاب الإباء الفلسطيني وتسجل عبر معركة “طوفان الأقصى” ملحمة نوعية نفخر بها وسط توحش الصهيونية والقوى الداعمة لها توحشاً تخطى كل الحدود ، منوهاً بدعم حزب البعث العربي الاشتراكي للقضية الفلسطينية وتبنيه لها منذ ١٩٤٨.
ولفت الشوفي إلى أن القضية الفلسطينية هي ذاتها القضية السورية واللبنانية وقضية العروبة من مسقط إلى أغادير، مشيراً إلى أن تصدينا في سورية لأعتى أنواع الحروب والإرهاب منذ سنوات هو نفسه تصدي الشعب العربي الفلسطيني للعدو نفسه ولأجل الأهداف نفسها، مؤكداً أن التطبيع والحدود السياسية وقراراتها كلها عابرة بينما الأمة العربية باقية حاضرة.
وأوضح أن ما تفعله الصهيونية اليوم في فلسطين وعلى أرض بلاد الشام كلها هدفه إخضاع العرب جميعاً وإلغاء وجودهم الفاعل في مسار التاريخ، كما أنه استهداف إنساني للبشرية جمعاء لأن الإرهاب والقتل والتدمير عمل مناهض للإنسانية في كل زمان ومكان، مبيناً أن عطاء الشعب الفلسطيني فريد بكل المعايير نظراً لنضاله المستمر منذ “وعد بلفور” ضد احتلال استيطاني عنصري يدعي ملكية الأرض والهواء، أي أن وجوده مرهون بإبادة أصحاب الأرض الحقيقيين، لذلك فنضال الشعب الفلسطيني ونضال كل من يقاوم الصهاينة نضال نوعي وفريد.
وأشار الشوفي إلى عدد من المؤشرات الدالة على وحدة القضية العربية ومركزها فلسطين، قائلاً ليس مصادفة أن ابن مدينة جبلة الشهيد عز الدين القسام أسرع إلى فلسطين بداية النكبة حاملاً معه تجربة أصيلة من المقاومة الشعبية السورية ضد المحتل الفرنسي غارساً ثمارها في أرض فلسطين، مؤكداً أن القضية واحدة والعدو واحد.. العدو الذي يحتل الجولان ويتطلع إلى احتلال المزيد من الأراضي العربية لتحقيق حلمه المستحيل.
من جهته، قال الأمين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، الدكتور يحيى غدار: ليس جديداً على سورية أن تبذل وتقدم كل ما تستطيع نصرة للحق والعروبة وإسناد الأمم والشعوب المظلومة والمعتدى عليها التي تقع تحت الحصار وحرب العقوبات الظالمة.. الحرب المجرمة التي تستهدف تجويع البشر ومعاقبتهم لرفض الذل والاحتقار والاستعمار والهيمنة الغربية- الأنكلوسكسونية وعالمها الاستعماري السائر إلى الانهيار والرحيل.
وأشار غدار إلى أن هدف اللقاء يستهدف دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض من قبل قوى البغي والاستعمار ونهب الشعوب لأخطر مؤامرة في تاريخ البشرية وما زالت الدول الاستعمارية تتآمر عليه لتمكين الكيان الصهيوني الزائل، منوهاً بأن ما فعلته المقاومة الفلسطينية خلال هذه الفترة هو عمل أسطوري ودليل قطعي على بداية  نهاية الكيان المهزوم، كما هو دليل قطعي على أن الشعوب المظلومة ستنتفض وتلحق الهزيمة بالعدو.
وبيّن أن التضامن مع فلسطين اليوم هو تضامن وتكامل أيضاً مع روسيا في حربها الدفاعية في أوكرانيا ومع الصين في وجه الحصار والحرب الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها ويتصل بمعركة كوبا الثورة لكسر الحصار ومعركة فنزويلا الثورة والثورة البوليفارية وهو على اتصال حيوي مع معركة البرازيل للتحرر من الهيمنة الأمريكية وهو إسناد لمعركة إفريقيا الناهضة والثائرة في وجه الاستعمار.
واقترح غدار باسم التجمع العالمي العمل لإنشاء نادٍ باسم الدول والشعوب المعرضة للعدوان والحصار والعقوبات والحروب لأن وحدة العدو تفرض نضالية للشعوب والدول المظلومة والمقاومة والثائرة
ولفت إلى أن التجمع طلب من فروعه الموجودة في ٧٤ دولة العمل مع القوى والهيئات السياسية والشعبية للضغط لطرد سفراء الكيان الصهيوني وإغلاق السفارات والقيام بكل الأنشطة لشرح القضية الفلسطينية وتعرية العدوان الوحشي الذي يقوم به كيان الاحتلال الغاصب لتدمير غزة وإبادة وتهجير سكانها.
وأضاف غدار: استخدم  العدو سياسة الأرض المحروقة واستهداف المنازل والمشافي والأسر والأطفال ومحطات المياه والطاقة بدعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الحماية والتمويل والقتال معه والمسؤولية عن كل مآسي الشعب الفلسطيني وكل شعوب العالم، وهذا سعي منها لحماية الكيان الذي على شاكلتها.
وقال السفير الإيراني في سورية حسين أكبري: أثبتت عملية “طوفان الأقصى” رغم جرائم الحرب التي يرتكبها العدو أن جو النضال ضد الكيان الصهيوني تغير، إلى نضال هجومي وفرض إرادة فلسطينية على المحتل، حيث فاجأت العملية أنظمة الاستخبارات الإسرائيلية التي تهيمن على كل أنحاء العالم.
وأضاف: ما حدث منذ ال٢٠٠٠ إلى اليوم من هزائم للعدو الصهيوني يوضح بداية الانهيار لذلك الكيان، لذلك من الطبيعي  أن نشهد هجرة  عكسية للذين أتوا إلى فلسطين المحتلة، وما جرى في غزة بمثابة مرآة توضح الحقيقة للعالم أجمع، لافتاً إلى أن كل الشعوب الحرة تدافع اليوم عن غزة والقضية الفلسطينية، رغم الدعم الأمريكي الغربي الذي يتلقاه الكيان الصهيوني.
وبيّن السفير الإيراني أنه إلى جانب النضال هناك حاجة للتفكير في المستقبل وإعداد الخطط لتشكيل حكومة موحدة، مؤكداً أن خياراً واحداً  أمام الكيان الصهيوني وهو القتل والتهجير، بينما الشعب الفلسطيني لديه عشرات الخيارات ولا سيما أن المقاومة هيأت نفسها لكل السيناريوهات.
بدوره، قدم أمين عام حركة فتح الانتفاضة أبو حازم الصغير، عرضاً زمنياً للانتهاكات الصهيونية لمدينة القدس والمسجد الأقصى في سياق مساعي التهويد وتصفية القضية الفلسطينية وإجراء تغييرات حقيقية على الواقع القائم كهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم، ورصد ميزانيات لتحقيق ذلك، مؤكداً أن الحرب التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم هي حرب مفتوحة من قبل المحتلين الصهاينة، وهي حرب قديمة جديدة تأتي في سياق المحاولات المتكررة للمحتل للسيطرة على مدينة القدس ثاني أقدس مدينة عند المسلمين.
ولفت إلى أن الانتهاكات الصهيونية من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى الفترة الماضية كانت بدعم وتغطية من حكومة الاحتلال، مذكراً بعدم تطبيق “إسرائيل” القرارات الدولية المتعلقة بمدينة القدس، بل على العكس سعى الاحتلال إلى تغيير الوضع القائم في المدينة والمسجد الأقصى من أجل تهويد المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وأوضح أن معركة سيف القدس كانت حاسمة فاصلة بين مرحلتين رئيستين من مراحل المقاومة الفلسطينية، كما شكلت منعطفاً مهماً في سياق الصراع مع الكيان المحتل بانتصار المقاومة عليه.
وأدار اللقاء منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، الدكتور نضال عمار الذي أكد أن حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد كان وما زال وسيبقى حزب القضية الفلسطينية وداعماً لها و لحقوق الشعب الفلسطيني، موجهاً التحية لكل المقاومين على أرض فلسطين.
حضر  اللقاء عدد من سفراء الدول العربية والعالمية الداعمة للقضية الفلسطينية، وعدد من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي، وقادة الفصائل الفلسطينية، وجيش التحرير الفلسطيني، وعدد من أعضاء مجلس للشعب، إلى جانب فعاليات سياسية واجتماعية وحزبية ونقابية وشعبية و قانونية .
يشار إلى أن التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة هو منظمة عالمية منتشرة في ٧٤ دولة عربية وإسلامية وعالمية هدفه دعم محور المقاومة من أجل تحرير فلسطين ومواجهة وإسقاط التطبيع،و دعم الشعوب والحركات التي تناضل ضد الاستعمار والاحتلال والظلم والقهر بكل الوسائل المشروعة.
تصوير: يوسف بدوي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار