مصروف الطالب بين الإسراف المفسد والتقتير المضر
تشرين- دينا عبد:
يصاب الوالدان بالإرباك والقلق حيال تحديد مصروف أبنائهم الطلاب هل يبخلون عليهم؟ أم يعتدلون بالمال في هذه الحالة تصبح الأم والأب في حيرة شديدة من أمرهما؛ فحاجة أبنائهم للمصروف اليومي ضرورة لا بد منها خشية حدوث أي أمر طارئ.
أهالٍ: مراعاة عمر الطالب أثناء إعطائه المصروف
تحدد روضة وهي أم لثلاثة أبناء ذكور حاجة أولادها من المصروف المدرسي وحجم السقف المناسب لكل واحد حسب عمره سواء كان في المرحلة الإعدادية أو الثانوية حيث أكدت أن مبلغ «ألفي ليرة » هو مبلغ معتدل وكافٍ لطالب المرحلة الإعدادية بينما تمنح ابنها في المرحلة الثانوية مبلغ ٣٥٠٠ ليرة لأنه أصبح شاباً، وتالياً ليس لديه حاجات شرائية في المدرسة إنما يتجلى مصروفه في أجرة السرفيس للعودة ظهراً إلى المنزل.
تجربة
أما خلدون الذي أنهى تعليمه الثانوي اعتاد في أيامه السابقة في المدرسة على تقاضي مصروف يومي، أما بعد أن أصبح في المرحلة الجامعية فإنه سيتقاضى مصروفه عن شهر كامل وسيكون نحو ١٠٠ ألف ليرة، مصروف شخصي فقط، حيث إن هذا المبلغ لا يحسب منه أجرة المواصلات أو ثمن محاضرات أو أجرة مكالمات على الهاتف المحمول.
النقود الكثيرة مفسدة
ترى عبير مدرسة للمرحلة الثانوية أن النقود الكثيرة تعد مفسدة وخاصة للطلاب المراهقين وتقول لدينا طلاب يأخذون من آبائهم ١٠ آلاف ليرة مصروفاً يومياً،لكنهم يشترون السجائر ويبدؤون فى التدخين.
أما أنا كأم فأعطي ابني ١٥٠٠ ليرة فى اليوم ولا أحب أن أعطيه أكثر من ذلك لأنه في حال وجد معه مالاً كثيراً لخرج من المدرسة مع أصدقائه وذهب للتنزه وترك المذاكرة ولا أضمن ماذا يشتري ببقية النقود.
استشارية نفسية: المصروف الزائد عن الحد خطير للغاية والمطلوب الاعتدال
فيما تحذر الاستشارية النفسية والاجتماعية صبا حميشة الأهل بضرورة وجوب معرفتهم أن المصروف الزائد عن الحد خطير للغاية, تماماً كخطورة حرمان ابنهم من المصروف أو التقليل منه وتضيف: يجب على الأهل عدم المبالغة في إعطاء الأبناء المصروف إلى درجة تدفعه للأنانية وجشع التملك، فإعطاء الابن مصروفاً زائداً عن الحد، أحد أهم عوامل الانحراف السلوكي حيث يعوده على الإسراف واللامبالاة.
شعور بالنقص
وبالمقابل تقول حميشة إن هناك سلبيات أخرى تنتج عن إعطاء الطالب في عمر معين مصروفاً قليلاً؛ كشعوره بالنقص تجاه أصدقائه؛ خاصة إذا كان وسط مجموعة من أصدقائه يختلفون عنه في الوسط الاجتماعي والاقتصادي- قد يلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتلبية رغباته.
فقد بات المصروف اليومي كالماء والهواء لأبناء هذه الأيام، لا يمكنهم العيش من دونه، فالزمن الذي ينتمي إليه أبناؤنا غير الزمن الذي نشأنا فيه؛ وبالتالي لا يمكن لأي أسرة أن تمنع المصروف عن أبنائها أو حتى أن تقلله لذلك يجب أن تكون هناك ميزانية خاصة يحدد بها المصروف اللازم إعطاؤه للأولاد فالمال الزائد في أيدي الأبناء الصغار والمراهقين يشكل خطراً عليهم يجب أن تنتبه له الأسرة، خاصة أن سبل الانحراف أصبحت متوافرة بكثرة في ظل وجود وسائل الاتصال بين أيديهم؛ فكما هو معروف ما زاد عن الحد انقلب للضد.