الراحل «سهيل الذيب» قامةٌ أدبيّةٌ واجتماعيّة كبيرةٌ المحبةُ والإخلاص والغيرة على الوطن صفاتٌ لازمت فقيد «تشرين»
تشرين- أيمن فلحوط:
نمْ قرير العين أبا مروان، فالرجال لا يرحلون، لأن ذكراهم وسجاياهم باقية أبد الدهر، ورسالتك قد أديتها بكل أمانة وصدق ومحبة وإخلاص وتفانٍ، تجاه أسرتك وزملائك ومحبيك الكثر.
الأديب الراحل سهيل الذيب زميل العمل في صحيفة «تشرين» سنوات عدة أمضيناها معاً، كنت العين اليقظة والراصدة في جميع أشكال العمل الصحفي التي تمرست فيها باقتدار وحيوية كنت تحسد عليها.
استمتعت بالعمل معك حين كنت تحرص على متابعة كل ما يتعلق بالشأن الرياضي، من زوايا ولقاءات وتحقيقات وحوارات، أيام كنتُ رئيساً لدائرة الرياضة عدة سنوات، فكنا نتناقش ونتحاور، وأنت المحب لزملائك والمتفاني في العمل، والحريص على الأصدقاء.
رحم الله الزميل العزيز سهيل الصادق الأمين، زميل العمل في صحيفة «تشرين» سنوات عدة.
كان ودوداً محباً للخير وللجميع، وفيّاً لأصدقائه ومتعاوناً معهم لأبعد الحدود.
فارس الكلمة الحق والقاص والروائيّ والشاعر القريب من قلوب الناس.. لقد اختارك الله إلى جانبه أمس..إلى الأخدار السماوية ..رحمك الله وعزّى قلوب أهلك ومحبيك الكثر.. فليكن ذكرك مؤبداً، فأنت صاحب المبدأ والكلمة الحرة، والأديب الكبير والمتميز بدفاعه بشجاعة ونزاهة عن حقوق الفقراء والمسحوقين والمظلومين…
«سهيل الذيب» كان إنسانأ طيباً صادقأ مع ذاته ومع الناس، يتميز بالوضوح والاستقلالية والكلمة الحرة.
كان صحفياً وروائياً متمكناً، وشاعراً، وقاصاً، كتب القصة وتفاعل الجمهور معها، لأنه عرف ماذا يريد المتلقي منه.
استوحى رواياته من الواقع، معتبراً جائزة محافظة السويداء هي المحفّز والمشجع الأول له في مجال الكتابة.
أبصر النور في قرية «صمّا الغربية» التابعة لمحافظة «السويداء» عام 1954، تعلم في مدرسة القرية الوحيدة، وانتقل في الإعدادية والثانوية إلى «السويداء» ومن ثم إلى «دمشق»، وجامعتها، إذ تخرج في قسم اللغة العربية، وعمل معلماً وكيلاً ومدرساً مساعداً.
بدأ العمل الصحفي منذ عام 1982 في مجلة جيش الشعب، حين كان ضابطاً مجنداً وبعد انتهاء الخدمة الإلزامية توجه للعمل في جريدة ” تشرين” في عام 1989 في قسم التدقيق اللغوي، وبقي في الصحيفة حتى العام 1999 إذ سافر إلى «أمريكا» أربع سنوات ابتغاء للرزق، وعمل هناك محاسباً وكتب المقالات الأدبية الساخرة أربع سنوات، فكتب هناك زاوية أسبوعية سياسية لجريدة «الأخبار»، ثم كتب زاوية أسبوعية لجريدة «بيروت تايمز» وعرف هناك بالكاتب الساخر، ليعود إلى صحيفة «تشرين» في عام 2003 للعمل في القسم الثقافي حتى تقاعده عام 2014.
أصدر ديواناً شعرياً واحداً هو «العرس والساقطة» وله ثلاث مجموعات قصصية «الكاتب والشرطي»، «الرياحيني»، و«موت وقيامة» وأكثر قصصها تتحدث عن الحرب على سورية كما أصدر ثلاث روايات هي «مذكرات في زمن ما» «زناة» و«آثام».
يقول عنه الكاتب الدكتور اسكندر لوقا: إن تجربة الأديب سهيل ديب, تذكرني بتجربة مماثلة كان قد أقدم عليها الباحث الدكتور غازي طليمات , منذ العام1989 وحتى العام2001 إذ صدر الكتاب عينه بأجزائه الخمسة عشر عن دار طلاس في دمشق, وكان لصدوره بهذا الشكل وقعه المؤثر عند محبي المعرفة في الزمن المتاح لهم للقراءة بين مشاغلهم اليومية الأخرى, هذه التجربة تعطي المثل على أن تقريب المعرفة من جمهور القراءة , ومحبي التعرف على الجذور, عامل إثارة لشهية الدارسين ومتتبعي التطور الإنساني عبر التاريخ منذ قدمه إلى اليوم .