تحذيرات أميركية من نتائج عكسية لزيادة الفائدة في مكافحة التضخم
تشرين:
كشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، أنّ هناك توجساً بين بعض مسؤولي الاحتياط الفيدرالي الأمريكي من أن تؤدي زيادة معدلات الفائدة بصورة كبيرة إلى نتائج عكسية وغير مرغوبة.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أنّ معظم مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي دعموا زيادة في أسعار الفائدة الشهر الماضي، لكن البعض رأى مخاطر متزايدة من أنهم قد يرفعون أسعار الفائدة بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن ذلك يؤكد تزايد الحذر بشأن رفع أكبر لسعر الفائدة.
وأشار محضر اجتماع تموز، إلى أنّ مسؤولي الاحتياط الفيدرالي أصبحوا أكثر حذراً بشأن الحاجة إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة على الرغم من دعمهم بالإجماع لزيادة سعر الفائدة القياسي الشهر الماضي.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن محضر الاجتماع، أنّ بعض صانعي السياسة النقدية أثاروا مخاوف من أنّ مخاطر المبالغة في تشديد السياسة النقدية مقابل عدم القيام بما يكفي لخفض التضخم المرتفع باستمرار، اتسمت أكثر بأنها ذات وجهين، مؤكدين أنه من المهم أن توازن قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بين مخاطر التشديد غير المقصود للسياسة وتكلفة التشديد غير الكافي.
بيد أنّ الصحيفة نقلت عن محضر الاجتماع أنّ المسؤولين ما زالوا يرون مخاطر كبيرة تتمثل في أنّ التضخم قد لا ينخفض بالقدر الذي يتوقعونه، وهو ما قد يتطلب منهم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، كما أنّ هناك مخاطر أخرى تتمثل في حدوث نمو اقتصادي أقوى، وهذا من شأنه أن يرفع معدلات التضخم، بالإضافة إلى مخاطر حدوث انتكاسة في التحسينات الأخيرة في سلاسل التوريد أو انتكاسات في الانخفاض في أسعار السلع الأساسية، والتي كانت مسؤولة إلى حد كبير عن تباطؤ التضخم.
وأضافت الصحيفة: إنّ بعض مسؤولي الاحتياط الفيدرالي قلقون من أنّ ضغوط الأسعار الأساسية قد تثبت أنها أكثر استمرارية، لأن سوق العمل الضيق يسمح للعمال بالمساومة على رواتب أعلى، مما يجعل من الصعب خفض التضخم أكثر.
ومن جهتها، قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إنّ الاقتصاديين يتوقعون على نطاق واسع أن تكون زيادة معدل الفائدة في شهر تموز الماضي هي الأخيرة هذا العام، على الرغم من أنّ مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي توقعوا في حزيران الذي سبقه أن السعر القياسي سيرتفع بمقدار ربع نقطة مئوية عند 5.5- 5.75%.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية، حتى مع انحسار ضغوط الأسعار في الأسابيع الأخيرة ومن المتوقع أن يستمر في الانحسار في الأشهر المقبلة.
وفي وقت رفع مسؤولو مجلس الاحتياط الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» سعر الفائدة القياسي على الأموال الفيدرالية، في تموز الماضي، بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق يتراوح بين 5.25% و5.5%، وهو أعلى مستوى في 22 عاماً.