الرسائل الجامعية بين الاكتشاف والتطبيق

تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
سنحت لي الفرصة أن أقرأ بدقة بعض الرسائل الجامعية لطلاب وطالبات حين كنت خبيراً لغوياً لتلك الرسائل، وقد حصلت على أمرين أودّ الإشارة إليهما في هذا المقام:
الأمر الأول أنّني وجدت كثيراً من الاستعمالات اللّغوية الدارجة في الاستعمال العلمي بعيداً عن الاستعمال اللّغوي الصحيح، وحين غيّرت مثل هذه الاستعمالات عند التصحيح اللغوي اعترض بعضهم بحجة هكذا جاءت في الترجمة، مثال ذلك «الإمراضية» وحين كتبتها «المرضية» تمّ الاعتراض على ذلك، ومثلها كلمات كثيرة، فأدركت أنّ المصطلحات العلمية بحاجة إلى إعادة نظر في بعضها، فضلاً عن استعمالات لغوية شاعت على ألسن العلميين وهي كثيرة جداً، هذا من جانب.
أما الأمر الثّاني: فقد شاهدت أنّ هذه الرسائل فيها الكثير من الاكتشافات العلمية المهمة، والذي أراه وأتمناه لو أنّ هذه الأشياء أخذت طريقها إلى جانب التنمية الوطنية، وأن لا تبقى الرسالة طي الكتمان وأقترح أن يتم التعامل مع المؤسسات الصناعية والشركات أو الدوائر الزراعية للاستفادة من هذه الحال بما ينسجم مع علمية هذه الرسائل وتأكيد التعشيق بين هذه المؤسسات والأساتذة أصحاب الاختصاصات، حتى يعطي كل جانب جانباً من فيض رؤيته، ومن إبداعات أفكاره، لذا أرى أنّه من المناسب جداً أن يتم التنسيق بين الجامعة وهذه المؤسسات لإخبارهم بالابتكارات الجامعية الجديدة، وبغرض تطويرها وتطبيقها على حال أعم، فلا يمكن أن يتناسى تعب الطالب وتحضيراته على مدى عام وما تقدمه الدولة للطالب حتى إكمال تجربته العلمية.
وأخيراً فإن هذه الرسائل وما فيها من علم، ولاسيما أن هذه الرسائل نالت درجة امتياز في الكيمياء وعلوم الحياة والزراعة، وحتى يتم التواصل الإبداعي بين القديم وما يناله الدارس من حداثة في موضوعه فلابدّ من التطبيق العلمي على مساحة أوسع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار