ملامح صيفيّةٌ دافئةٌ مابين السيدة «فيروز» والراحلة «داليدا»
تشرين- لمى بدران:
الاستماع إلى الأغاني الموسيقيّة المفضّلة طقس يحلّق بأرواحنا إلى عالم السلام والراحة والمزاج العالي، وبالتأكيد كلّما اخترنا ما نستمع إليه بدقّة وصلنا حدّاً أكبر من الانعكاس العالي لجودتها وقيمتها ومكانتها في نفوسنا.. وفي ظل هذه الموجات الحارّة التي نعانيها جمع الباحث الموسيقي فراس يوسف باقة من المُختارات الغنائيّة المميزة للسيدة الكبيرة فيروز والمطربة الراحلة داليدا وعَرْضها في جلسة استماع موسيقيّة لعلّها تُخفّف بدفئها عن نفوس الحاضرين، في ثقافي «أبو رمانة» ضمن مشروع «نغم» الذي كان سابقاً «شرق وغرب» ويقدّم منذ أكثر من سبع سنوات جلسات استماع شهرية في المركز.
الاختيار لم يكن عبثيّاً أبداً، إذ إن الباحث يوحي لنا أنه قد توجد صور متشابهة بين فيروز وداليدا.. ولعل أهمها الدف، وقد يجوز أنه في كثير من الأغاني هناك توافق في المضمون من حيث الموضوع، فعندما غنّت فيروز «أحبّ دمشق» و«احكيلي عن بلدي» غنت في المقابل داليدا « حلوة يا بلدي» و«وطني» وهذه موضوعات وطنية بأسمى صورة غنائيّة، وحين غنّت السيدة فيروز « يا حلو شو بخاف» غنّت الراحلة داليدا «أروع شيء في الوجود_ Hene matov una nagim» باللغة الفرنسية، وهنا دعوة إلى الحب والصداقة والتصالح مع الذات بلغتين مختلفتين.
لقد كانت هذه الأغاني أبرز ما قدّمه المهندس فراس أثناء الجلسة، ويبدو أنه حاول في كل اختياراته أن يضيء على الأفكار والمشاعر الإنسانية التي تجمع كل البشر مثل الوطن والحب والفراق والجمال، وركّز تالياً على وحدة المفاهيم الثقافية التي تخلق لدى كل شخص فلسفة وجدانيّة عميقة خاصّة به.
ومشروع «نغم» سيعود في جلسة قادمة باختيارات جديدة تلائم الظروف العامة التي نعيشها، لعلّنا نعيش خلاله وقتاً من الغناء والموسيقا التي تجعلنا في حالة استماع وصمت واسترخاء أمام زحمة أيامنا وضغوطها.