«ليلى نصير» رحلت وبقيت تجربتُها نبراساً للأجيال
تشرين- بديع صنيج:
«ليلى نصير» فنانةٌ تشكيليّة سوريّة من مواليد مدينة اللاذقية السورية، نشأت في عائلة مهتمّة بالثقافة زرعت فيها بذور الأدب والفن، تخرجت في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1963، وأقامت أكثر من خمسة عشر معرضاً فردياً، وشاركت في معارض جماعية في سورية وفي العديد من دول العالم، وحازت براءات تقدير من جهات رسمية عليا، أولت اهتماماً للريشة والألوان، ورسمت لوحات وأعمالاً بين الواقعية التعبيرية و الأعمال المستوحاة من الأسطورة، وقدمت معارضها منذ الستينيات من القرن العشرين.. تعد من أعلام الفن التشكيلي في سورية، عملت محاضرة في كلية العمارة في جامعة تشرين، وحصلت على تقدير من رئاسة مجلس الوزراء، لقبت بفنانة التجربة، لأن معاينتها للألم الإنساني سبقت تجربتها الفنية.
منذ صغرها حملت قماشتها البيضاء، وبدأت تجول الشوارع ترسم ما تراه، وعلى دفترها رسمت أيضاً حكايات ملوّنة عن الفلاحات العاملات في الحقل، كما عُرف عنها في مدينتها أنها أول فتاة ترتاد مقاهي الرصيف لترسم حياة الناس، وفقاً لما ذُكر في الكتاب الذي حمل اسمها «ليلى نصير».
تقول :«على الفنان أن يعيش التجربة قبل أن يرسمها، لأنها بالضرورة أكثر التصاقاً بالفنان»، لذا بقيت تبحث عن الحقيقة دوماً وتتلمسها. وتعتقد أن هاجسها بالضرورة التواصل مع الجمهور، ظهر ذلك في أدائها التشكيلي الصادق، عندما تسامت تعبيراتها العاطفيّة إلى لغة جماليّة شموليّة.
شهدت لوحة الفنّانة «نصير» عدة تحولات، ظلّت خلالها وفيّة لما نهلته من معارف وأسس فنيّة أكاديميّة، أثناء وجودها كطالبة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، خاصةً من كنوز الفن المصري القديم والحديث، وغاصت أيضاً في تراث بلادها بحثاً عن روحه، ودأبت على دراسة الحضارتين السورية والمصرية لتخرج منهما بحصيلة فنيّة جديدة معجونة بروحهما وروح العصر الذي تعيشه.
ليلى نصير بقيت وفيّة ليس فقط لريشتها بل لقلمها، فكتبت الشعر والقصة القصيرة، إضافة إلى ممارسة فن النحت الذي استهواها، وهي تنتظر تواصل «أحبتها» كما وصفتهم، لكونها بحاجة إلى تشجيعهم لها لتستطيع تحمّل المرض، تعطي وتقاوم، وترسم.
«ليلى نصير».. الفنانة التشكيليّة السورية، ابنة البحر، طفلة الأمس كما يسمّيها محبّوها.
أعمال «نصير» مقتناة ضمن مجموعات عامة منها المتحف الوطني في دمشق، ومؤسسة «بارجيل للفنون» الشارقة، إضافة إلى عدد من المجموعات الخاصة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.