الرمان يسحب البساط من تحت العنب.. أشجار الفاكهة تتسابق نحو فرص الجدوى
تشرين – عمار الصبح:
أظهرت خريطة زراعة أشجار الفاكهة في محافظة درعا حدوث تبدلات ملحوظة خلال السنوات الماضية، أفرزت تراجعاً واضحاً لبعض الأصناف وفي مقدمتها العنب الذي تقلّصت مساحات زراعته وإنتاجيته كثيراً، مقابل تصدر أصناف أخرى كالرمان الذي شهدت زراعته وأرقام إنتاجه تحسناً ملموساً.
تشير آخر أرقام مديرية الزراعة إلى أنّ إنتاج المحافظة من محصول العنب خلال الموسم الحالي يقدر بنحو 12500 طن، ويبدو هذا الرقم متواضعاً لدى مقارنته بكميات الإنتاج التي كان عليها المحصول قبل عام 2012، والتي وصلت آنذاك إلى 60 ألف طن، ما وضع المحافظة حينها في صدارة المحافظات المنتجة للعنب.
وتراجعات أعداد أشجار العنب بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث انخفض العدد من 1.7 مَليون شجرة إلى ما يقارب 270 ألفاً فقط، فيما تراجعت المساحات المزروعة بالمحصول حالياً حسب أرقام مديرية الزراعة إلى 539 هكتاراً.
وبالرغم من الرعاية الذي تلقاها شجرة العنب للعودة بها إلى سابق عهدها، من خلال افتتاح دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة سنوياً مدارس حقلية متخصّصة، لتدريب المزارعين على برنامج الإدارة المتكاملة لخدمة المحصول، بدءاً بالري وانتهاء بالقطاف، إلّا أنّ مؤشرات الإنتاج ما زالت غير مرضية.
وأرجع عدد من مزارعي العنب هذا التراجع الحاد إلى جملة من العوامل التي تركت آثاراً سلبية في المحصول، ويأتي في مقدمتها اليباس الذي طال مساحات واسعة من الأشجار خلال سنوات الأزمة لعدم تمكنهم من تقديم الرعاية لها من تقليم وري وغيرها، وهو ما جعل هذه الأشجار عرضة للتحطيب، حيث قام كثيرون باستبدالها بالرمان ذي الإنتاجية العالية قياساً بالعنب.
وأشار المزارعون إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة وأدوية زراعية، إضافة إلى قلة مصادر الري بعد جفاف كثير من الآبار وانخفاض غزارة البعض منها، حيث يحتاج إلى ريات كثيرة، وارتفاع أجور اليد العاملة والنقل.
بالمقابل تصدر محصول الرمان قائمة محاصيل الفاكهة المنتجة في المحافظة سواء من حيث الإنتاجية أو من حيث المساحات المزروعة، بفضل جدواه الاقتصادية، ولعلّ هذا ما جعل من المحافظة في صدارة المحافظات المنتجة للمحصول.
وحسب تأكيد رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد، يصل إنتاج المزارعين من محصول الرمان في الموسم الحالي إلى نحو 21500 طن، مرتفعاً من حوالي 16 ألف طن في الموسم الماضي، فيما يقدرعدد أشجار الرمان في المحافظة بـ600 ألف شجرة على مساحة مزروعة تتجاوز 1000 هكتار.
واتجهت الأنظار إلى زراعة الرمان خلال السنوات الماضية بفضل إنتاجيته العالية وما يتمتع به من مزايا نسبية، حيث يتفاوت الإنتاج على حدِّ قول أحد مزارعي الرمان حسب المحصول مروياً كان أم بعلاً، إذ يصل إنتاج الشجرة الواحدة إلى أكثر من 35 كيلو، فضلاً عن أنّه بات يحظى بمزايا تصديرية رفعت من رصيده في الأسواق الخارجية، لافتاً (المزارع) إلى أنّ قابلية محصول الرمان للتخزين جعلته في صدارة المحاصيل التي يتم استجرارها من قبل منشآت الخزن والتبريد المنتشرة في المحافظة، وهو ما أسهم في الحفاظ على أسعار مجزية للمحصول ورفع من جدوى زراعته.