هل للذكاء موطن بيولوجي؟
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
عرف الذكاء بأنه القدرة العامة للفرد على العمل نحو غرض معين، وعلى التفكير منطقياً، وعلى التكامل مع بيئته بصورة فعّالة، وإذا كانت نظريات الذكاء تعتمد على البحوث التجريبية والإحصائية، فهل استطاعت أن تضع يدها على مكان الذكاء أو ما يُعرف بمكوناته بيولوجياً.
إنّ كلمة ذكاء التي تم ذكرها حسب توصيف «بيرت» 1955 تعود إلى «أرستوتل» الذي ميّز بين الوظائف الانفعالية والخلقية، والوظائف المعرفية والعقلية، ومع أن علماء التخصص يدركون تماماً أن أي حركة أو فكرة لدى الإنسان أو الحيوان تتضمن مظاهر انفعالية ومعرفية، إلّا أن الجانبين يتمايزان بدرجة كافية بحيث يمكن دراسة كل منهما على حدة، ومع ذلك فإنّ الأصول التاريخية للمصطلح مسؤولة جزئياً عن كثير من نقاط سوء الفهم، فقد أوحت لنا هذه الأصول باعتبار الذكاء نوعاً من الأشياء أو الكميات المستقلة في العقل، كما أشار «رايل» إلى أن محاولات وصف الذكاء أو تعريفه لا قيمة لها، حيث إنها تتضمن خرافة «الشبح من الإله»، إذ إننا لا يمكن أن نلاحظ الذكاء بصورة مباشرة، وكل ما يمكن أن نلاحظه أن بعض الأفعال أو الكلمات أو الأفكار تدل على ارتفاع الذكاء والمهارة، أو تكون أكثر فاعلية من غيرها، ويذكر «بيرت» أنه لا يساعدنا كثيراً أن نقرر أن الذكاء صفة أو حال بدلاً من اسم، ويوجد في الطبيعة عدد من الأمثلة لما يطلق عليها خواص افتراضية، أما مكونات الذكاء فهي متعددة، فقد يرى «بينيه» أن الذكاء يتكون من مجموعة معقدة من الخواص تتضمن:
1- الاهتمام بالمشكلة وتوحيد العقل نحو حلها.
2- القدرة على التكيف بأقصى قدر ممكن للوصول إلى نهاية محدودة.
3- القوة في نقد الذات.
وكتب في مكان آخر أن الخاصية الأساسية هي الحكم أو التي يطلق عليها الحس الجيد، والحس العملي والمبادرة وقدرة الفرد على ملاءمة نفسه مع الظروف المحيطة به، أي بصورة طبيعية.