انضمام سورية إلى وكالة إيرينا الدولية يدعم تنفيذ استراتيجيتها بالطاقات المتجددة لعام 2030
تشرين – مايا حرفوش:
لما كانت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) هي وكالة حكومية دولية رائدة في مجال التحول الطاقي، تعمل كمنصة رئيسة للتعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، وتدعم البلدان في مشروعات التحول الطاقي الخاصة بكل بلد، وتوفر أحدث البيانات والتحليلات المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار والسياسة والتمويل والاستثمار، يؤكد الدكتور المهندس سنجار طعمة معاون وزير الكهرباء أن ذلك كان أحد المبررات الأساسية لانضمام سورية إليها.
ومن المبررات أيضاً، وفق الدكتور طعمة، أن تأطير التعاون مع الوكالة أمر مهم وضروري لضمان استفادة سورية من الخدمات التي تقدمها الوكالة خلال المرحلة القادمة فيما يخص تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة لسورية حتى عام 2030، وخاصة لجلب الاستثمارات الخارجية وتأمين التمويل لهذه المشروعات الكبيرة إضافة للمساهمة في تأهيل البنية التشريعية والإدارية والفنية الجاذبة للاستثمار وكذلك المساعدة في مجال تدريب وتأهيل الكوادر المحلية في كل الاختصاصات المطلوبة.
طعمة لـ«تشرين»: هدفنا جلب الاستثمارات الخارجية وتأمين التمويل للمشروعات الكبيرة
وتقود IRENA النهج العالمي للتبني الواسع والاستخدام المستدام لجميع أشكال الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية والمحيطات والطاقة الشمسية وطاقة الرياح في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول إلى الطاقة وأمن الطاقة ومن أجل المرونة الاقتصادية والاجتماعية والازدهار للمجتمعات مع مستقبل صديق للبيئة.
وإضافة إلى سورية، تضم وكالة إيرينا حسب الدكتور طعمة /167/ دولة في عضويتها إضافة للاتحاد الأوروبي، ومعاً يقررون الاتجاه الإستراتيجي للوكالة وأنشطتها المبرمجة، بما يتماشى مع خطاب وأولويات الطاقة العالمية لتسريع نشر التحول الطاقي القائم على مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.
وتحتفظ IRENA بموقف واضح ومستقل، وتوفر مجموعة من الخدمات الموثوقة التي يمكن الوصول إليها، وتجمع الأنشطة والمعلومات الحالية حول محور مركزي.
وبرأي معاون الوزير فإنّ المجتمع الدولي للطاقة المتجددة كبير وواسع الحيلة وسريع التطور، ويتمثل دور إيرينا في البحث عن أوجه تآزر جديدة وتطويرها، وتسهيل الحوار، وتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز السياسات التمكينية، وبناء القدرات وتعزيز التعاون على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.
وتشجع IRENA تدفقات الاستثمار وتعمل على تعزيز التكنولوجيا والابتكار، مع مساهمة أصحاب المصلحة المتنوعين في هذه الأهداف المشتركة، وتعد المنظمات الدولية والحكومية الدولية وغير الحكومية، وفق الدكتور طعمة، شركاء طبيعيين ولا غنى عنهم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وكذلك العديد من شركات القطاع الخاص التي تغتنم بالفعل الفرص التي تتيحها الطاقة المتجددة لهم، ويمكن لمجموعات المجتمع المدني أيضاً المساهمة في رؤية IRENA من خلال الدعوة ومراقبة إجراءات الحكومات والقطاع الخاص.
ويؤكد معاون الوزير أن IRENA تسهل شراكات تبادل المعرفة، ما يضمن تطوير المعلومات والخبرات الحالية وتنظيمها وإتاحة الوصول إليها، باعتبارها منصة عالمية للتعاون الشامل فإن IRENA في وضع فريد للجمع بين هذه الفئات المختلفة، وهي بمنزلة منصة تجمع للنهوض باعتماد واستخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع، مع الهدف النهائي المتمثل في إقامة مستقبل مستدام.
تبقى الإشارة إلى أن إيرينا تأسست عام 2009 في ألمانيا- برلين، واختيرت أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة المقر الرئيس للأمانة العامة لها، مع العلم أن الميزانية السنوية الأولى لها هي 25 مليون يورو.
ويتابع معاون الوزير حديثه بأن سورية تسعى للاستفادة من أهداف وكالة إيرينا المتمثلة بتسهيل نقل التكنولوجيا والطاقة المتجددة وتوفير الخبرة للتطبيقات والسياسات، وأن تصبح القوة الدافعة الرئيسة في تعزيز الانتقال السريع نحو الانتشار الواسع والاستخدام المستدام للطاقة المتجددة على نطاق عالمي.
يضاف إلى ماسبق- وفق الدكتور طعمة- تقديم المشورة والدعم العلمي لكل من الدول الصناعية والبلدان النامية، ومساعدتها على تحسين الأطر التنظيمية، وبناء القدرات وإمكانية جمع المعلومات ذات الصلة بالطاقات المتجددة، وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة وتقديم الدعم المالي ونقل الخبرات التكنولوجية.