تصدّع بيتنا في الضيعة، وقررنا ترميمه والبدء بإعادة الإعمار (بلوك وحديد ويد عاملة وسطولة دهان..) وزادت مشكلاتنا المنزلية مشكلات محدثة ما كانت على الخاطر، ولا على البال، فالإعمار في منطقة، وإقامتنا في منطقة، ولاتوجد طاولة حوار تجمعنا مع معلم الباطون والعمال.. لذلك، كانت قنوات تواصلنا مرهقة، وتلفوناتنا هي مجرد مجادلة وأخذ ورد وإقناع.. هذا إذا ما تجاهلنا التكاليف المادية وكيف صارت أجرة معلم البناء في الشهر أكثر بكثير من مخرجات عيادة طبيب في وسط الشام!!
والنتيجة – الحمدلله- كانت جيدة، لكنها لم تكن على مقاس أحلامي، وما تصوّرته في منزلي الريفي من لون جدران ونافذة مطبخ تطلّ على عريشة الدار.
لذلك، ربطت رأسي بشال، علامة زعل وحرد وعدم رضا بالإنجاز.. حركة نالت التجاهل التام من قبل«أبو الأولاد» مع العلم أنني عقدت الشال على رأسي عدة عقد!!
ومن باب احترافي بدبلوماسية العلاقات، بادرت بصنع مشكلة خفيفة تليق بمطبخ أحلامي ورفوف الطناجر والفازات، انتهت باعترافي بأنني معجبة بالنتيجة، لكننا معمارياً، كل طرف منا من مدرسة، ونختلف في الأذواق.
المهمّ، رمقني يومها بنظرة تعالٍ وعدم اكتراث، فهو القائم بالأعمال والمموّل، ورضاي وعدمه عنده سواء.
نظرته يومها أضحكتني، وذكّرتني بأستاذ في الإعلام، اختلفت معه في تقييم الصحف والإعلام بشكل عام، وبررت اختلافنا بالفكرة نفسها التي فيها ملف إعادة الإعمار، فأنا من مدرسة، وأنتم من مدرسة أخرى.
لكنْ، كان ردّ الأستاذ صاعقاً، مزجه بنبرة مزاحٍ، وقال إنني لم أتعدَ بعد الروضة في الإعلام.
ولأنني أدرك مقاس طاولات الحوار والجدران وصدى الصوت ما بينهما ومخرجات دروج الطاولات، ضحكتُ أيضاً، واحتفظتُ بحقّ الردّ الذي سأنساه مع الأيام، لأنني الحلقة الأضعف، ولأنّهم الأقوياء.