إنهم يزرعون النايلون!!
في ساعات الصباح الأولى وخلال مرور سريع أمام المساحات الخضراء، وبدلا من أن يغطي اللون الأخضر والورود الحدائق، كان النايلون وبقايا الأطعمة تفترش كل الأمكنة حتى اعتقدنا أنهم يزرعون البلاستيك!!
بعض مرتادي الحدائق يعتقدون أنها “شطارة” وبعضهم تغيب عنهم ثقافة الوعي والنظافة، وفي كل الأحوال هم يشوهون المظهر العام بترك أوساخهم، ورميهم بقايا الأطعمة وعلب المشروبات، أو حتى أن بعضهم يقومون بالشواء أو تسخين الشاي، وهذا مظهر غير حضاري وغير إنساني ويفتقد أي احترام ومراعاة لشعور الناس، خاصة أننا في موسم الصيف، والحدائق هي المتنفس الوحيد للكثير من العائلات التي تقضي وقتها على المروج.
اليوم وفي ظل التحديات التي تعرضت لها مدننا السورية من حرب وتخريب للبنى التحتية والمنشآت، هناك ضرورة إلى أهمية إعادة البناء والتعمير وفق البعد البيئي لما فيه من تنظيم وجمال، خاصة أن الازدحام في المدن أدى إلى تزايد الطلب على الأراضي التجارية والصناعية على حساب المناطق الخضراء، ما خلق تنافساً غير عادل، وأفقد المدينة رئتها الخضراء وخاصة في ظل الاعتداء على ما تبقى منها!!
فقرنا الحدائقي يعني أننا بحاجة إلى استراتيجية توسعية وفق نظام الحدائق المفتوحة والذي يضم ممرات وساحات لعب للأطفال ومروجاً خضراء، وأشجاراً وشجيرات ونباتات زينة، إضافة إلى أطراف الطرقات والذي يعتمد فيه زراعة الأشجار والشجيرات ضمن حفر متباعدة على أطراف الأرصفة وفي الأحواض على المنصفات، وطبعاً لتبقى تلك المساحات ملاذاً للاستجمام والترويح عن النفس، ومتنفساً للتخفيف عن الإرهاق النفسي والعقلي والجسدي وتخلق مساحات مريحة وصحية للأطفال، وبعد كل ذلك تتعرض للعبث والتخريب!!
ببساطة.. هناك استياء من ممارسات بعض من يلقون نفاياتهم في الحدائق، ويعتقدون أن مهام عمال التنظيفات وواجبهم جمع أوساخهم المتناثرة على العشب وبين الأشجار، وينسون أو يتناسون أن النظافة مسؤولية مشتركة، وأن جمع المخلفات واجب أخلاقي وانساني، ومن المفترض خلق علاقة حميمة بين أي مواطن والمساحات الخضراء، لأنه في ظل هذا الغلاء تلك الحدائق هي متنفسه الوحيد، وليتنا نحمي ما تبقى من الأخضر في بلدنا!!