بين آثارها السلبية ومحتوياتها الإيجابية.. كيف نوجه أبناءنا نحو الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي؟

تشرين – حسيبة صالح:

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للناشئين سرق ساعات طويلة من يومهم، من خلال متابعة أخبار الغير وصورهم، والتواصل مع الأصدقاء أو حتى التواصل مع أشخاص جدد، وعلينا أن ندرك أن منع استخدام الناشئة لمواقع التواصل الاجتماعي أصبح صعباً أو شبه مستحيل..
ما مدى تأثير استخدام مواقع التواصل الإجتماعي على الناشئة؟ وكيف نستطيع التخفيف من سلبيات استخدامها واستخدامها بشكل إيجابي؟

لطيفة: قد تؤدي أحياناً إلى اضطراب في سلوك الناشئة مثل العناد والتدخين والمخدرات ورفض المدرسة والكثير من العنف

يقول الدكتور يوسف لطيفة اختصاصي في الأمراض النفسية وأستاذ في جامعة دمشق لـ”تشرين”: تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المغريات والتي قد تكون سبباً لإدمان الناشئة على استخدام هذه المواقع، ما يؤدي أحياناً إلى اضطراب في سلوك الناشئة مثل العناد والتدخين والمخدرات ورفض المدرسة، والكثير من العنف، لأنهم في هذه المرحلة يبحثون عن الشيء الغريب والشاذ ومحاولة اكتشافه وهذا ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي، ما يسبب لهم القلق والاكتئاب ومحاولة الانتحار وتبني أفكار غير متوافقة مع عادات مجتمعنا.
وفي هذا السياق يؤكد لطيفة أن مواقع التواصل الاجتماعي تعرض الناشئة لمشكلات كثيرة منها ما يتعرض له لتواصله مع غرباء، أو حتى مع أقرانه، والمتمثلة في تعرضه للتنمر والعنف اللفظي والتي قد تسبب له مشكلة نفسية كالقلق والاكتئاب، كما أن قضاء وقت طويل على هذه المواقع جعل الناشئة كسولين، ما يؤثر على صحتهم ولياقتهم، هذا إضافة إلى عدم قدرة الناشئ على التواصل الاجتماعي الحقيقي مع غيره من الأفراد، فقد تعود على التواصل عن طريق الرسائل، وعندما يوضع في تواصل حقيقي مع الأفراد تجده شخصية منطوية تختلف عن شخصيته على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذه السلبيات بسبب  استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير متوازن ودون أي رقابة.

منعم: يجب أن نشجع أبناءنا على أن يبحثوا عن الصفحات المخصصة للشخصيات التاريخيّة والعلماء

ويشير لطيفة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، وللأهل دور كبير في توجيه الأبناء نحو الاستخدام الآمن لهذه المواقع من خلال ضبط وتنظيم وتحديد الوقت الذي يجب أن يقضيه الناشئة على مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة ما يتابعه من أخبار وصور وفيديوهات وغيرها، وينصح الأهل بالتحدث إلى أبنائهم عن وسائل التواصل الاجتماعي وما يشعرون به، لتشجعيهم على إخبار الأهل إذا كان هناك ما يثير قلقهم أو انزعاجهم، حيث تتيح هذه المحادثة المنظمة للأهل الفرصة لتقديم النصيحة وشرح الأمور غير المناسبة، مثل التنمر ومساعدتهم في استخدام هذه المواقع في البحث عن المعلومات وزيادة مهاراتهم وقدراتهم المعرفية.
ويؤكد لطيفة أنه إذا كان الأهل بعيدين عن أولادهم فالأفضل إيجاد بدائل عن مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تسجيلهم في نوادٍ رياضية وتشجيعهم على القراءة.

اكتساب المهارات
وحتى نساعد الناشئة على الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في التعلم واكتساب المهارات أوضحت معلمة اللغة العربية حسيبة منعم، أنه يجب أن نشجع أبناءنا على أن يبحثوا عن الصفحات المخصصة لشخصيات تاريخيّة ولعلماء على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعرض معلومات عنهم وتنشر أعمالهم وإنجازاتهم، والاستفادة من هذه المعلومات لإنشاء موضوع يخص شخصية معينة ومناقشتها خلال الدروس في المدرسة ويمكننا تشجيعهم على كتابة مقالات ومشاركتها مع الزملاء في الصف، وبعدها سيتعلمون من ذلك كيفية استخدام أدوات كتابة المقالات وسيكتسبون خبرة في هذا المجال بالإضافة لتحسين لغتهم.
وزادت منعم: لنشجع الناشئة على عمل لوحات مثل اللوحات التي يصممونها على مواقع مختصة بهذا المجال كنشاط أسبوعي للمدرسة ومشاركتها مع الأصدقاء، وكذلك تشجيعهم على متابعة المواقع المختصة بمتابعة القراءة والتي تسمح بنشر المنشورات والتعليق عليها والتواصل بين المشتركين من خلالها.
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كظاهرة اجتماعية وثقافية حديثة ترتب عليه مجموعة من الآثار الإيجابية والسلبية في المجالات الاجتماعية والتعليمية والنفسية، وهذا زاد من أهمية دور الأهل والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في توجيه الناشئة نحو الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار