“تمكين الشباب”.. ثقافة أم حاجة

تشرين- رنا بغدان:
يشير مفهوم “تمكين الشباب” إلى تلك العملية الرامية إلى تنمية قدرات ومهارات الشباب، وإتاحة الفرصة لهم بشكل عادل أن يُوظفوا هذه القدرات بما يحقق لهم مزيداً من التقدم والارتقاء في المجالات الحياتية كافة، إضافة إلى إشراكهم إشراكاً فاعلاً في صنع القرارات المتعلقة بالإجراءات التنمويّة المُحسّنة لجودة مساهمتهم في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعية. وذلك من خلال ثلاث مدارس مختلفة في الفكر والرؤية لماهيّة عمليّة التمكين وهي المثاليّة والنفعيّة والنخبويّة عبر مجالات عديدة منها التعليم والصحة والتوظيف والثقافة.. من هنا دعا النادي الأدبي النسائي لحضور محاضرة بعنوان “تمكين الشباب وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم” قدمتها الدكتورة فيكتوريا خنوف وأدارتها الأستاذة مها نصير رئيسة النادي وذلك في قاعة كنيسة الصليب المقدس في القصاع.
تناولت المحاضرة محاور مهمة ابتداء من شرح مفهوم التمكين بمحتوى أبعاده النفسية والاجتماعية والتنظيمية والاقتصادية والثقافية والهدف منها, وتم الشرح عن بعض نماذج التمكين التي تخص المرأة والشباب التي تهيئهم لدخول سوق العمل بثقة وقوة, كما تطرقت المحاضرة الى أهم الطرق لإيجاد فرص العمل في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وركزت على التسهيلات المطلوبة لتوفير هذه الفرص وضرورة توافر حاضنات العمال و تشجيع الاستثمارات في القطاعات الحيوية كافة وما يرفدها من مساعدات من قبل القطاع العام والخاص, كما تم التركيز على التدريب المستمر للطلاب نظراً لأهميته القصوى في إيجاد فرص العمل المناسبة التي تتناسب مع الكفاءات المطلوبة, كما ركزت المحاضرة على تشجيع البحث العلمي لربط مخرجات الجامعات والمعاهد التقنية بما يحتاجه سوق العمل من خلال الأفكار الجديدة والخلاقة للشباب و كيفية الاستفادة منها لكونها عاملاً مهماً في إيجاد فرص متميزة لاحتياجاته المطلوبة بقصد إنجاح منظومة الأعمال الراهنة في سورية.
وتابعت د.خنوف محاضرتها بتقديم شرح مسهب عن مفهوم الأعمال الرقمية والتسويق الإلكتروني مدعم بالأمثلة العملية عن أهميته البالغة حالياً في عصر تكنولوجيا المعلومات الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من نجاح الأعمال بأشكالها كافة.
يذكر أن الدكتورة فيكتوريا خنوف حاصلة على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية المعاصرة من جامعة السوربون- فرنسا, العميدة السابقة لكلية إدارة الأعمال في الجامعة العربية الدولية وأستاذة في التسويق والإدارة ومديرة مركز التدريب وتطوير الحياة المهنية فيها, مستشارة سابقة لمشاريع الاتحاد الأوروبي في سورية, محاضرة زائرة من خلال التبادل الأكاديمي مع جامعة مارتن لوثر- ألمانيا، وسانت استيفان- هنغاريا، ومعهد العلاقات الدولية، باريس- فرنسا, شاركت في مشاريع الاتحاد الأوروبي +ERASMUSقطاع التعليم العالي في سورية ولبنان, ولها العديد من الأبحاث في المجلات والدوريات العالمية المتخصصة.