83 ألف طن الإنتاج السنوي من الحليب.. وتصريف الإنتاج الهاجس الأكبر لدى المربين في السويداء
تشرين – طلال الكفيري:
تصريف إنتاجهم من الحليب بعيداً عن استغلال التجار والسماسرة، لا يزال يشكل الهاجس الأكبر لمربي الثروة الحيوانية ” أغنام- ماعز- أبقار” في السويداء ولاسيما بعد تحسن المردودية الإنتاجية لمواشيهم نتيجة لتوافر المراعي الخضراء وبقايا المحاصيل الحقلية خلافاً للموسم الماضي.
مئات المربين في معظم قرى وبلدات السويداء ” الشعاب- قيصما- طليلين- السالمية – الحقف إلخ” باتوا عاجزين عن تصريف إنتاجهم من مادة الحليب في السوق المحلية، من جراء ضعف القدرة الشرائية عند الكثير من أسر المحافظة، ولخلو ساحة المحافظة من معامل لتصنيع الألبان والأجبان حتى هذا التاريخ، ما أبقاهم أمام خيار واحد لا رجعة فيه وهو بيع إنتاجهم إلى آكلي البيضة والتقشيرة ألا وهم التجار والسماسرة وبأسعار لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج المحققة عليهم، فتكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الحليب تبلغ 3500 ليرة، ومبيعها للتاجر لا يتعدى 4 آلاف ليرة، ليقوم التاجر ببيعه للمستهلك ب5 آلاف ليرة ولسان حالهم يسأل هل يعقل أن من يتعب ويشقى لا يتجاوز مربحه 500 ليرة، بينما من هو خارج حسابات شراء الأعلاف وغيرها تكون أرباحه ما يقارب 100%
لذلك باتت عيونهم ترنو نحو إحداث معمل للألبان والأجبان في السويداء، كي يتمكنوا من تصريف إنتاجهم من مادة الحليب، بعيداً عن بوابة التجار الاستغلالية، ولاسيما أن معاناتهم لم تتوقف عند حدود قلة التصريف فقط ، ليدخل على خط المعاناة أيضاً التحليق الكبير والمستمر لأسعار المادة العلفية، خاصة أن سعر الطن الواحد منها تجاوز الـ4 ملايين ليرة، ناهيك بغلاء الأدوية البيطرية فسعر علبة الدواء الواحدة الخاصة بالالتهاب تتجاوز 45 ألفاً عدا عن ارتفاع أسعار القشات الخاصة بالتلقيح، والمضاف إليها أجور الأطباء البيطريين خاصة أن الفحص يفوق 20 ألف ليرة.
وفي هذا السياق أوضح رئيس دائرة الصحة الحيوانية الدكتور كميل مرشد أن إنتاج المحافظة من الحليب بدأ يشهد ازدياداً ملحوظاً هذا الموسم، بعدما تراجع خلال المواسم السابقة، إذ يبلغ الإنتاج السنوي نحو 83 ألف طن.
ولفت مرشد إلى أن زيادة الإنتاج مردها إلى زيادة تحسن المراعي الخضراء ومعاودة المربين لكار التربية بعد أن احجموا عنه لفترة، ما أدى إلى ازدياد تعداد الثروة الحيوانية، إذ وصل تعدادها إلى نحو 878 ألفاً منها 691 ألفاً من الأغنام، و173 ألفاً من الماغز، و14 ألفاً من الأبقار.