75 بالمئة من الطلاب يشعرون بالخوف من الامتحانات.. «الصحة المدرسية»: التوتر الامتحاني لا يسبب الموت

تشرين- بشرى سمير:
بقيت امتحانات الثانوية العامة، وعبر سنوات طويلة مصدر رعب وقلق للطلاب وأسرهم، خوفاً من عدم نيل درجات تؤهلهم لدخول فرع جيد في الجامعة يحقق فيه حلم الأهل وفي كل عام لابدّ أن نصدم بخبر وفاة طالب في مقتبل العمر، نتيجة الضغط النفسي ورهاب الامتحان، ويعيش الأهل والطلاب على أعصابهم خلال فترة الصيف إلى أن تنتهي امتحانات الدورة الثانية، وتصدر معدلات القبول الجامعي، ولعلّ خبر وفاة الشاب محمود المصري (ثانوية عامة أدبي) قبيل الامتحان بيومين، مازال حديث الطلاب والأهالي هذه الفترة، وبالأمس سمعنا بخبر انتحار طالب في الفرع الأدبي نتيجة امتحان اللغة العربية، الذي لم يوفق فيه، علماً أن الطالب راسب في العام الماضي، ولم تعد لديه فرص كثيرة.
إلحاح الأهل
ولفت إلى أن الأهل يلعبون دوراً كبيراً في زيادة الضغط على أبنائهم، من خلال إلحاحهم عليهم للدراسة، وتحصيل الدرجات العليا أسوة بابن (فلان أو علان) من دون أن يدركوا الأثر النفسي على الطالب.
وأشارت الطالبة هدى حقي (ثانوية عامة علمي) إلى أنها لجأت إلى الدروس الخصوصية لنيل درجات عليا، لدخول كلية الطب وتحقيق حلم والدتها، مبينة أنها نظمت وقتها قبل الامتحان وخلاله، وفي حال لم تحقق علامات جيدة في إحدى المواد، فهناك فرصة بالدورة الثانية والأمور تحلّ بهدوء ولا داعي للتهور.

الأهالي يعزون التوتر إلى بقاء الامتحانات العامة بهذه الآلية ما يزيد من الضغط النفسي والخوف والقلق وشبح الرسوب

نظام الامتحانات
من جانبها سعاد مريش والدة طالبة في الثانوية العامة، أشارت إلى أن بقاء الامتحانات العامة بهذه الآلية هو السبب في شعور الطلاب بالضغط النفسي والخوف والقلق من الامتحانات وشبح الرسوب أو عدم تحقيق درجات عالية، إذ من غير المقبول بقاء “الامتحانات” تعتمد نتيجة الامتحان النهائي بغضّ النظر عن درجة أعمال الطالب خلال العام، بينما بيّن علي صالح والد لطالب في الثانوية العامة، أن الطالب قد يتعرض خلال شهر التحضير للامتحانات إلى مرض أو وعكة صحية أو وفاة أحد الأقارب أو مرضه، وتالياً قد يقصّر في دراسته لهذه الأسباب، فهل من المعقول أن يضيع جهد عام كامل بسبب تقصيره في الشهر الأخير وتضيع عليه سنة كاملة.
ولفتت المدرّسة هيام فلاحة، مدرسة رياضيات للفرع العلمي، إلى أن الطالب خلال الامتحان النهائي يتعرض إلى ضغط نفسي وعصبي لخوفه من عدم اجتياز الامتحان بشكل جيد، ونيل معدل يؤهله لدخول فرع جيد، ويحقق طموحه وطموح أهله، إضافة إلى ضغط الأهل ومطالبته بعدم إضاعة وقته والدراسة باستمرار، وكل هذا يؤثر في الطالب وصحته.
ضعف المناعة والانتحار
فيما أشار الدكتور محمد جبور اختصاصي طب نفسي وأعصاب، إلى أنّ أغلب حالات الوفاة التي سمعنا عنها كانت لطلاب في المرحلة الثانوية، ما يؤكد أن التوتر والخوف قد يسببان أعراضاً مرضية أو نفسية، مثل الاكتئاب، مشيراً إلى أن 75% من الطلاب يشعرون بالتوتر خلال فترة الامتحانات، ويسيطر الضغط والقلق عليهم، لأسباب قد تتعلق بهم أو بالآخرين، مثل غياب الثقة بالنفس، أو الخوف من عدم تحقيق آمال الأهل، أو الخوف على صورتهم في الصف أمام المعلمين والتلاميذ، ولا يقتصر شعور التوتر على فئة معينة، فهو ليس حكراً على الطلاب المقصرين، إذ إنه شعور ينتاب الطالب المتفوق أيضاً.

اختصاصي في الطب النفسي والأعصاب: التوتر والخوف يسببان أعراضاً مرضية ونفسية

وتتسبب حالات الرهاب من الامتحانات بالعديد من المضاعفات، وذلك إذا لم يتم اكتشافها والتعامل معها بشكل عاجل وجيد.
وأضاف جبور: يمكن أن تتدهور الحالة الصحية للطفل أو المراهق نتيجة استمرار تعرضه لحالات ضغط الدم، والهبوط في الدورة الدموية، ما ينذر بمخاطر كبيرة، من أهمها محاولة الإقدام على الانتحار، وكذلك إصابته بفقدان المناعة، الذي يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
وتشمل المضاعفات أيضاً فقدان الوزن بسبب عدم الرغبة في تناول الأطعمة، مع زيادة حالات القيء والإسهال.
ويترافق ذلك مع إصابة الطالب أو الطفل ببعض مشكلات الأعصاب، التي تتمثل في الصرع والهستيريا المتكررة، وكل هذه المضاعفات يمتد تأثيرها عند عدم العناية بالعلاج وحل المشكلة.
ويعد القلق والتوتر مـــــــن المضاعفات التي تستمر مع المصابين برهاب الامتحان، وربما اضطرهم هذا إلى أخذ بعض المهدئات بطرق غير معروفة، ما ينذر بوقوع المصاب تحت تأثير المنشطات، أو مواد غير معلومة المصدر، وبالتالي يكون عرضة للكثير من المخاطر.

الصحة المدرسية

من جانبها استبعدت مديرة الصحة المدرسية هتون طواشي أن يكون الخوف من الامتحان، أو الضغط النفسي، الذي يتعرض له الطلاب قبل الامتحان سبباً في الوفاة، في حال كان الطالب سليماً صحياً، إنما يسبب بعض الأعراض كاضطراب الشهية، الأرق، التوتر، وغيرها، مشيرة إلى أنه لم تُسجل أي حالة وفاة سابقاً بسبب القلق، وإنما الاكتئاب ببعض الأحيان الذي قد يؤدي إلى الانتحار، لافتةً إلى أن أكثر حالات التوتر تكون في اليوم الأول، وفي يوم مادة الرياضيات، وأقل في بقية الأيام والمواد.
وحذّرت مديرة الصحة المدرسية من الحبوب المنشطة التي يتناولها بعض الطلاب للبقاء متيقظين لمدة يومين، أو الأدوية التي يأخذها الرياضيون، ووردت عدة حالات من هذا النوع، منوهةً بخطورة هذه الأدوية والآثار السلبية الجانبية التي تسببها على ضغط الدم والقلب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار