غضب المعلم على طلابه مرفوض
تشرين – د. رحيم هادي الشمخي:
غضب المعلم في الصف على التلميذ من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب، ومن ثم يفقد السيطرة عليه، ويجعله في جوٍّ من الخوف والرهبة، وقد يقوده الغضب إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة، فالصف ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشكلات الطلاب، فكيف تتجنب الغضب؟
أولاً: تعرّف إلى خصائص السلوك العامة لطلابك، لأن أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب، وقد يكون من غير قصد، وما يمنع ذلك الغضب أن نتعرف إلى خصائص السلوك للمرحلة التي يمر فيها الطلاب.
فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا يكون بالحجم الذي تصورته، فمثلاً إذا قام الطالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح، فإنّ هذا التصرف في عرف الكبار غير سليم ويثير الغضب حقاً، لكن إذا نظرت له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة ساكتاً ومن دون حراك؛ بدا لك الأمر طبیعياً أكثر.
ثانياً: توقع السلوك: إنّ معرفتك أيضاً لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض التصرفات، فإذا حدث لم يكن ذلك مفاجئاً، بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف السليم حيالها.
وثالثاً: لا تهول الأمر: لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب المقصود هو إغاظة المعلم أو إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلاً، حاول ما أمكن أن تنظر الى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب، وأن كثيراً من السلوكيات التي تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب وخاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
أخيراً: إياك والظلم: إنّ الغضب غالباً يدعو للعقاب، وأحياناً للانتقام، والانتقام يؤدي للظلم، فاحذر الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب فهو معصية لله، وهو ظلمات يوم القيامة.