بين العطاء والوفاء.. تكريمٌ للفنّانة أمل عرفة يليقُ بمسيرتها الغنيّة

تشرين- لمى بدران:
لم تتسع الأماكن للمَحبّة التي كانت أكبر من المكان الذي خُصِّص للحوار بين الفنانة أمل عرفة وطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية على مسرح سعد الله ونوس وبإدارة الناقد سعد القاسم الذي وجّه تحية في البداية لروح الفنان الراحل أسامة الروماني وافتتح باقتباس عنه وهو: « ليس من المهم أين يعمل الممثل إنما المهم كيف يعمل» .
وطُرِحَ عليها مجموعة من الأسئلة التي قد تدور في ذهن كل طالب من المعهد بعد أن قدّمها عميد المعهد الدكتور تامر العربيد على أنها تشبه (الزبدية الصيني) أي بالمعنى المهني تُتقِن بحرفيّة عالية جميع أنواع الأدوار والشخصيات على اختلافها، ولقد ثمّن العميد اجتهادها منذ كانت على مقاعد الدراسة.. كما قال إن أهم ما يميّز الملتقى هو المستوى الذي وصل إليه، والذي يجمع بين الفنانين الكبار وفناني المستقبل.
فنانو المستقبل قدّموا أمامها واحتفاءً بها العديد من العروض المُبهجة والمُبَشّرة في التمثيل والرقص والغناء، ثمّ عُرِضَ عنها موجز لأهمّ أعمالها ومداخلات مسجّلة من الفنان المغربي محمد مفتاح الذي وصفها بالخطيرة، وبأنها تفرض عليك الرقي إلى مستواها من دون أن تحرجك وتسرق الأضواء ممّن أمامها.
ومن صديقتها الفنانة شكران مرتجي التي قالت عنها في الفيديو « نحلة نشيطة لذلك المنتوج عسل».. وتعبيراً من عرفة عن أنها تتمنى لمن تحب أن يُكرَّم ويشعر كما تشعر في هذه اللحظات، أعربت عن أمنياتها بأن تكون النجمة شكران هنا على منصة التكريم مع توقّعها أن إدارة المعهد تنوي هذه الخطوة.
وكان أيضاً لأبي بناتها الفنان عبد المنعم عمايري مداخلة أشاد فيها بموهبتها الاستثنائية وبادلته التقييم العالي، وهذا يأتي ضمن حالة من الاحترام المتبادل لطليقين قلّ نظيرها.. والمداخلة الأخيرة كانت للممثلة الصاعدة دجانة عيسى التي أضاءت على تجربتها معها في مسلسل «وثيقة شرف» وبأنها كانت تقدّم لها أهم النصائح.
أجابت الفنانة أمل عن سؤال «تشرين» لها خلال المؤتمر الصحفي يخص شعورها ورسالتها في ضوء هذا التكريم وبعد مسيرة حافلة تجاه المُشَجِّع الأكبر والداعم الذي كان يقف معها، وهو والدها الراحل سهيل عرفة: بأنّها تتمنى، وتحسّ أن روحه تحيط بها الآن، وتشاهد ما وصلت إليه، وتقول له انظر نتيجة ذلك اليوم الذي تدرّبت فيه على مشهد مع الفنان طلحت حمدي رحمه الله أين أوصلني.. وتابعت في إجابتها لنا عن مدى قبولها وتشجيعها لدخول ابنتيها سلمى ومريم عالم الفن والتمثيل بأنها لا تقف في وجهيهما، وأنها على اتفاق بعدم إجبارهما على أي شيء، فالكبيرة سلمى حالياً في الشهادة الثانوية، ولديها رغبة في أن تكمل دراستها خارج البلد رغم أن والدتها لا تتمنى ذلك، والثانية تدرس فقط الآن، ورغم كل شيء تعرف أمل تماماً وجيّداً أن ابنتيها موهوبتان وكثيراً… وإن أكثر ما شدّدت عليه الفنانة عرفة خلال التكريم هو بناء المخزون المعرفي والثقافي للفنان وعلى دور المعهد العالي المهم في بناء وصقل ودعم طلابها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار