مسير بيئي لجمعية رواد البيئة في جرمانا بين أحضان الطبيعة.. المشاركون يجمعون على وقف زحف الكتل الإسمنتية باتجاه الأراضي
تشرين – أيمن فلحوط:
استقبل رواد البيئة في مدينة جرمانا شهر الصيف بمسير بيئي بين أحضان الطبيعة من خلال ماراثون المشي، الذي انطلق من مقر جمعية البيئة في المدينة باتجاه أحد بساتينها وبين أحضان الطبيعة، وقضوا يوماً كاملاً استذكروا فيه أنشطة وأعمال آبائهم وأجدادهم في تلك البساتين.
أهمية الطبيعة
رئيس جمعية رواد البيئة السابق ماجد سلوم تحدث عن المسير البيئي: منذ سنوات بدأنا نشاطنا المجتمعي بمسيرين ربيعي وخريفي، فنختار أحد البساتين في ريف دمشق وتحديداً في جرمانا، لنذكّر بأهمية الطبيعة ودورها في النشاط الحيوي للناس، ونشاهد على أرض الواقع الأشجار المثمرة، وتالياً تشجيع الناس على رياضة المشي، والمساهمة في الحدّ من التلوث بالتخلي عن السيارة، مع تنظيم حوارات متعددة في الجانب البيئي، وهو ما تناوله أول رئيس لجمعية البيئة في مدينة جرمانا حكمت أبو حمدان بعد وصول المشاركين في المسير إلى البستان المخصص.
وتخلل اليوم البيئي المميز تناول وجبة من المأكولات التراثية الجرمانية، من الفول والبرغل مع سلطة الخيار واللبن، ثم تناول الشاي على الحطب.نشاط مجتمعي
بدوره رئيس الجمعية الحالي شادي ضوء أوضح أن نشاط الجمعية هو نشاط مجتمعي مؤسساتي، يهدف إلى التذكير بأهمية الأراضي الزراعية والحفاظ عليها، من خلال ما تبقى من بعض البساتين المحيطة بمدينة جرمانا، بعد أن امتد الزحف البيتوني للكثير من المناطق، فحرمت من الغطاء الأخضر، وغايتنا تذكير المشاركين بما كان عليه أهالينا في تعاملهم مع الغطاء الأخضر قبل زحف الكتل الإسمنتية، ونناشد مجلس مدينة جرمانا بالحد من التوسعات القائمة حالياً في المخطط التنظيمي، فكفانا ما هو قائم فعلياً حالياً، ولسنا بحاجة للمزيد من التوسعات، لنعيش في بيئة نظيفة.
الاستمتاع بالطبيعة
المهندس الزراعي هشام ملاعب: مشاركتنا في المسيرة للاستمتاع بالطبيعة التي افتقدناها بسبب زحف الكتل الإسمنتية على النسيج الأخضر، وفي الوقت ذاته نمارس نشاطاً اجتماعياً ورياضياً من خلال هذا المسير، ونتعرف إلى الطيبين المهتمين بالبيئة.
وأضاف كلٌّ من أحمد بعكر وأنور حمزة والضرير عطا حسواني وخليل و رافي عزام : نحن بحاجة للتواصل مع بعضنا وتغيير نمطية ما نعيشه لتجاوز حالات الكآبة التي نمر بها، ونزيح الهموم عن قلوبنا المتعبة، والطبيعة الخلابة هي الملاذ في ذلك، وخاصة أن مساحتها لم تعد تتجاوز 5% من أراضي جرمانا، بعد ذهابها في التنظيم، وتالياً نتمتع بالهواء الجيد البعيد عن دخان السيارات.
وعبّرت السيدة رندة برفقة ابنها عيسى فضول طالب صف ثالث عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في المسير البيئي، مبيّنة أن هذا النشاط يعرّفها إلى أصدقاء جدد مهتمين بالبيئة خصوصاً أنها- كما أشارت- من المحبين للطبيعة والمشاوير فيها، بينما أكد عيسى أنه جاء ليتفرج على الطبيعة.
ولأنها تحب البيئة والعمل الأهلي لا تدخر السيدة شهناز قسام جهداً في العمل، فكانت حريصة على المساهمة بفعالية طبخ البرغل مع الفول، يساعدها في ذلك مجموعة من المتحمسين والمتطوعين للعمل، وهم الذين يرون في مثل هذه الأنشطة عودة لتراث الآباء والأجداد.
بين أحضان الطبيعة
مستضيف المسير في بستانه بأطراف مدينة جرمانا الشيخ أبو سعيد حكمت رافع عبّر عن سعادته بالجمعة التي احتضنها في بستانه من صغار وكبار وسيدات في المسير البيئي الذي أقامته جمعية البيئة في مدينة جرمانا، لكونه يجمعهم بين أحضان الطبيعة، التي يحسدون عليها كما أشار، وهي التي تم الدفاع عنها خلال فترة الحرب على سورية، وكما قال والده المرحوم ” فدينا بروحنا وما فدينا بالمزرعة” فتم الحفاظ عليها تحت الخطر وقذائف الغدر والإرهاب، ونحرص على الدفاع عنها.
وأضاف أبو سعيد: نشعر بالفرحة التي تتملك المشاركين في المسير لأنهم حرموا من الطبيعة وجمالها الأخاذ، وكل من يأتي لمزرعتنا هو صاحب لها، وعلى استعداد كلي لتقديم يد المساعدة من أجل الحفاظ على البيئة، ولكي يتمتع أصدقاء البيئة بمشاهدة الطبيعة الخلابة في مزرعتنا وغيرها مما بقي قائم حتى الآن، بالرغم من التكاليف الكبيرة التي نتكبدها من جراء شراء مادة المازوت بالسعر الحر، وغيرها من الأشياء التي نحتاجها للحفاظ على البيئة الخضراء، ولا نلقى أي مساعدة من أحد.