اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العرب في جدة تحضيراً للقمة… وفنيون يعوِّلون على دور سورية في تفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك
جدة – ناظم عيد:
تبدأ اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العرب تحضيراً لانطلاق أعمال القمة العربية بعد غدٍ الجمعة في مدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية.
وبانتهاء اجتماعات اليوم تكون كافة مشاريع القرارات والتوافقات قد أنجزت على المستويات الاقتصادية والسياسية، بعد اجتماعات كبار المسؤولين الاقتصاديين، واجتماعات وزراء الاقتصاد العرب، ثم اجتماعات كبار مسؤولي الخارجيات العربية ومندوبيها في الجامعة، لتكتمل الملفات باجتماع اليوم على مستوى وزراء الخارجية.
وشهدت الأيام الأربعة من بدء التحضيرات، نقاشات للكثير من الملفات الحساسة العالقة، بما يتكفّل بإعادة تحريك سلسلة من مجالس الجامعة العربية والمؤسسات والاتفاقات المنبثقة عنها في إطار التنسيق والتكامل والعمل العربي المشترك.
كما سجلت المداولات واللقاءات توافقاً في الآراء على أهمية عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وإعادة تفعيل حضورها في كافة المجالس المنبثقة، وبالتالي عودتها لممارسة دورها الإستراتيجي في سياق الاتفاقات والتفاهمات العربية الجمعية.
و يتفاءل معظم مديري المنظمات العربية بمستقبل أعمالهم بعد عودة سورية، التي تحتفظ ببصماتها المؤثرة في كل ما يتعلق بالعمل العربي المشترك بكل مساراته السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية.
وكان عبد النبي منار مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني لدى جامعة الدول العربية، قد لفت في تصريح لـ “تشرين” إلى أن سورية وجهة سياحية متميزة يرغبها المواطن العربي لمخزونها الثقافي والتاريخي وطبيعتها ومناخها الجميل، مشيراً إلى أهمية إعادة تفعيل اتفاقية تحرير النقل الجوي التي تم توقيعها في دمشق و تسمى (اتفاقية دمشق )، ورأى أن التحاق سورية بشبكة النقل في الدول العربية من شأنه أن يفتح مجالات اقتصادية أخرى.
وفي سياق متصل، أكد محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية لجامعة الدول العربية أن لعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية دوراً مهماً لأنها من المؤسسين، ووجودها يحدث توازناً في العمل العربي.
فسورية حالياً تحتضن المركز العربي للمناطق الجافة والقاحلة، وهي من المؤسسات التي نعتمد عليها في مبادرة الأمن الغذائي التي اعتمدتها قمة الجزائر، وسيكون لها دور أساسي في القمة التنموية القادمة، التي ستعقد في نواكشوط في تشرين الثاني القادم ،
موضحاً أنّ سورية من الدول العربية الوحيدة التي كانت تملك اكتفاء ذاتياً، لذلك كان هناك اعتماد كبير على التجربة السورية في مشروع الأمن الغذائي العربي المتكامل.
بقي أن نشير إلى أن معظم اتفاقيات العمل العربي المشترك، والاتحادات التي تنظم هذا العمل، تعاني بعض العثرات والارتباكات بعد تجميد عضوية سورية في الجامعة، ويشير بعض الفنيين المشاركين هنا في اجتماعات جدة، إلى تعثر منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، التي كانت أحكامها قد وضعت موضع التنفيذ التام، في العام ٢٠٠٥، لتشهد مع غياب سورية انسحابات وتجميداً من قبل عدد غير قليل من الدول العربية.
ومثلها الاتفاقيات المتعلقة بقطاعات النقل الجوي والبري والاتحاد الجمركي، وكذلك السياحة والزراعة ومختلف قطاعات البنى الأساسية الحاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية.