-إلى أجل غير مسمى.. دوامة فشل الترميم أبقت العرض في متحف درعا الوطني معلقاً!

تشرين – وليد الزعبي:
لا يزال العرض في متحف درعا الوطني متوقفاً منذ سنوات الحرب الأولى بسبب الظروف التي سادته حينها، لكن بعد تحسن الظروف إلى حدّ ما، لم يعد مقبولاً استمرار بقاء العرض المتحفي معلقاً في هذا الصرح الذي يعدّ أحد أهم المنصات الثقافية التي تعرض مقتنيات أثرية توثق لتعاقب أعرق الحضارات على بلادنا، ويشكل مورداً يدر دخلاً ليس بقليل.

صرح حضاري

في هذا الإطار أشار الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا إلى أن المتحف صرح حضاري تم تشييده من الحجر البازلتي الأسود الذي يميز طبيعة منطقة حوران، وصمم ليضم العديد من القاعات التي وظفت في عرض مجموعة من المقتنيات الأثرية حسب التسلسل الزمني للعصور التاريخية التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترات الإسلامية.

إقبال نشط
من جهته أكد مدير المتحف الوطني في درعا وائل كيوان أن الإقبال على المتحف منذ افتتاحه في منتصف عام 2006 كان بنشاط ملحوظ، ويستقطب الكثير من الدارسين والباحثين والزوار والمهتمين سواء من داخل البلاد أو خارجها، لكن العرض المتحفي مع بدء الحرب توقف فيه تماماً،

أضرار متفاوتة تحول دون معاودة العرض وتحرم المهتمين من الاطلاع على المقتنيات

وللحفاظ على المقتنيات الأثرية والتراثية الموجودة ضمن المتحف، تم من خلال دائرة آثار درعا وبالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف نقل معظمها إلى المتحف الوطني بدمشق، واتخذت الإجراءات والتدابير الكفيلة بحفظها بالطرق الفنية المعتمدة، وذلك حتى تتيح الظروف المناسبة إعادتها ومن ثم عرضها.

أضرار متفاوتة
أما عن أسباب عدم معاودة بدء العرض المتحفي حتى الآن بالرغم من تحسن الظروف، بيّن د.نصر الله أن الأمر لا ينتظر مجرد إصدار قرار لعودة العرض فقط، فهناك عوامل تحول دون ذلك ولاسيما أن المتحف تعرض لأضرار متفاوتة خلال سنوات الحرب طالت الكثير من أجزاء بنائه ومكوناته إن من الخارج أو الداخل، بشكل غدا لا يتيح إمكانية العرض المناسبة واللائقة والمحمية كما كانت قبل الحرب.

ضرورة الترميم
وبالطبع حتى يتم الإقلاع بالعرض المتحفي من جديد فإن المطلوب حسبما أورد رئيس الدائرة يتمثل بضرورة إعادة الترميم والتأهيل، والتي تشمل العزل والأسقف المستعارة والجدران وخزن العرض وغيرها، مع ضرورة تأمين تقنيات العرض الحديثة وتدعيم الكوادر حتى يتم التمكن من تغطية حجم العمل المطلوب والذي لا شك سيزداد بعد أن يتم بدء العرض من جديد.

بالاهتمام.. لكن؟
وكشف رئيس الدائرة أن الترميم في دائرة الاهتمام، حيث تم منذ حوالي ٣ سنوات تنفيذ دراسة من فنيين لتنفيذ أعمال ترميم جزئي على باب إعادة الإعمار، وتم إعلان المناقصة لتنفيذ تلك الأعمال أكثر من مرة، لكن المشكلة أنه لم يتقدم إليها أي متعهد بسبب تقلبات الأسعار واستمرار عدم استقرارها، الأمر الذي عثر أعمال إعادة الترميم والتأهيل تلك حينها وأدى إلى استمرار بقاء المتحف خارج الخدمة، ومنذ عدة أشهر تم إعداد كشوف تقديرية جديدة للأعمال لكنها الآن لم تعد مناسبة مع تبدل الأسعار ولا بدّ من إعداد كشوف أخرى، على أمل أن تتوفر الاعتمادات اللازمة لتنفيذ الأعمال المطلوبة ولو بشكل جزئي يتيح إمكانية بدء العرض المتحفي، وذلك ليس لاستقبال الباحثين والدارسين والمهتمين فقط، بل وليكون المتحف إحدى المحطات المهمة في محافظة درعا التي تتوقف عندها المجموعات السياحية الأجنبية التي أخذت تؤم المحافظة بكثرة مؤخراً وهي بازدياد ومن مختلف الجنسيات، فتطلع على المقتنيات الأثرية والتراثية القيمة التي تؤشر إلى عراقة الحضارات التي تعاقبت على بلادنا.

صيانة وتوثيق
بالرغم من الإمكانات المتواضعة إلى حدّ ما وقلة عدد فريق العمل وعدم كفايته، فإنّ العمل، وفقاً لما ذكره أمين المتحف، يتم الآن بصيانة وتنظيم وحفظ القطع المخزنة في المستودعات، وذلك حسب الأساليب والإمكانات المتاحة في هذا المجال من أجل الحفاظ على هذه القطع الأثرية وحمايتها من التلف والعوامل الجوية وخاصةً الرطوبة، لكون مستودعات المتحف حالياً لا تتوفر فيها الظروف المؤاتية للحفظ والحماية بشكل كامل وحسب المعايير العلمية بسبب تواضع الإمكانات ضمن الظروف الراهنة.

حاجة لكشوفات جديدة واعتمادات كافية و.. تلزيم الترميم للقطاع العام

كذلك يتم تنفيذ أعمال التوثيق من تنظيم محاضر الاستلام والتسليم وصور القطع مع التوصيف بشكل دقيق، وخاصةً أن معظم القطع الموجودة هي قطع مصادرة أو مهداة من خلال التعاون مع المجتمع المحلي والجهات المختصة، كما تسعى إدارة المتحف لإعادة تأهيل وتنظيم القطع الأثرية الموجودة في حديقة المتحف، وعرضها للزائرين بشكل يتناسب مع أهمية وجمال هذه القطع الأثرية التاريخية.

هل يطول الانتظار؟
إذا بقينا في دوامة فشل تنفيذ الترميم المطلوب لمتحف درعا الوطني بسبب تقلبات الأسعار المتصاعدة وعدم كفاية الاعتمادات التي ترصد لهذه الغاية، فإنّ عرض المقتنيات الأثرية في متحف درعا

الوطني سيبقى معلقاً إلى أجل غير مسمى، والمقترح إعداد كشوف تقديرية جديدة للأعمال المطلوبة تراعي الأسعار الحالية، وبعد رصد الاعتمادات اللازمة والكافية يمكن تلزيم المشروع لإحدى الجهات العامة لتقوم بتنفيذه ولو بالتراضي لإنهاء وحلّ مشكلة ترميم المتحف العالقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت