تسييس الدراما واجبٌ وطنيّ أم تشويه فنيّ؟
تشرين- سامر الشغري:
يطالعنا فيلم الكوارث الأمريكي سان أنديراس إنتاج سنة 2015 في مشهده الختامي، بلقطة لبطله المصارع والممثل دواين جونسون المعروف بـ«روك»، وهو يشاهد ما تركه الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية كاليفورنيا من خراب لنجد علم بلاده ذا الخمسين » قد ارتفع في أكثر من موضع ، ونسمع جونسون وهو يقول«سوف نعيد كل ما تخرب» في المقابل وفي واحد من أكثر المسلسلات السورية جماهيرية «يوميات مدير عام» إنتاج سنة 1995، نجد في ختامه بطل العمل الفنان أيمن زيدان قد عاد من سفره للشركة التي يديرها، حيث يصطدم بعودة الفوضى إليها فيطلب من السائق إعادته للعيادة ثم ينظر للكاميرا ويقول لنا «عوجة»، كناية عن استحالة الإصلاح على وقع أغنية الشارة «عوجة والطابق مكشوف».
وبين الرسالة المباشرة بل والفجة للفيلم الأمريكي والمغرقة في تسييسها ورفع الأعلام ودعوتها لعدم الاستسلام، وبين الإحباط الذي يوحي به (يوميات مدير عام) بأننا لن نستطيع مهما حاولنا تغيير المظاهر السلبية نحو الأفضل،سوف نقع على مفارقة غريبة سببها مستشرقون ومثقفون ونقاد سوريون وعرب غربيو الهوى عندما ينظرون للفنون، بأنه يجب عدم خلط السياسة بالفن و تحاشي أدلجة الأخير وعدم تضمينه رسائل سياسية حتى لا نقع في مطب الخشبية، في حين أن السينما الأمريكية وماكنتها الفنية الضخمة وأقصد بها هوليوود تفعل ذلك وأكثر.
بالتأكيد إن الدراما والسينما ليستا بياناً انتخابياً ولا محضراً حزبياً، وهنالك أعمال أمريكية كثيرة وخاصة هاجمت بجرأة التضليل والتدجيل الذي يمارسه الإعلام في أمريكا وصناعة أبطال من وحي كذبة، وأخرى كشفت حجم الفساد في الجيش الأمريكي.
ولكن من الضرورة بمكان أن تنخرط الدراما لدينا في مشروع وطني جامع بضم كل الجهات الفاعلة لتساهم بجدية في عملية التنشئة الاجتماعية، وفي بث المشاعر الإيجابية بين صفوف الناس، فالدراما ليست فقط واجهة البلد في جوانب عدة من السياحة والترويج لطبيعتنا وآثارنا، بل واجهة الشعب أيضاً ومرآة عاكسة للمؤسسات القائمة والحياة الراهنة.