“جبل الملح القاتل” مازال يخنق ساحة شنشار … نجا المستهلكون وبقيت مديرية “تموين” حمص تبحث عن الخلاص!
حمص – إسماعيل عبد الحي:
لا يزال الجمود سيد الموقف في إيجاد حلٍّ لجبل الملح المستورد منذ عام 2018، إذ ثبت عدم صلاحيته لوجود نسبة عالية من الزرنيخ تجاوزت الـ3 بالمئة تم اكتشافها بعد تحليل عينة بناء على اتصال هاتفي!! لو قَبِل موظفو وقتِها بالبيانات الجمركية ووافقوا على مرور الصفقة سيئة الذكر لتسلل السم الزعاف إلى طعامنا ورأينا ما لا يحمد عقباه، مع التنويه بأن إيقاف الشحنة من أشخاص بعينهم كلفتهم “الكثير من الأرق” وبعدها نامت التحاليل في الأدراج المعتمة لسنوات من دون أن ينبس أحد ببنت شفة، وجبل الملح المستورد من مصر والبالغة كميته حسب التصريحات الأولية / 3600/ طن ملح صلب يتربع حتى هذه اللحظة على ساحة محطة شنشار للقطارات و كانت تفوح منه حين تم إنزاله رائحة نتنة وفقاً للقائمين على مديرية التموين في حمص حينذاك، عدا عن النسبة العالية من الزرنيخ أثبتتها التحاليل المخبرية لاحقاً …
بعد كل ذلك الوقت صدر القرار رقم 127 أساس رقم 79 لعام 2022 عن محكمة استئناف الجزاء الخامسة بدمشق وتنص الفقرة الخامسة على تثبيت مصادرة الملح وترك أمر التصرف بها للسيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وتم طرح القرار القضائي بالتنفيذ، حيث إن المادة المحجوزة مخالفة بموجب شهادة التحليل الموجودة في إضبارة الدعوى وهي غير صالحة للاستهلاك البشري /مخالفة جسيمة/ وتقدر بحوالي عشرة آلاف طن !!! تمت مخاطبة الجهات العامة لبيان الاستفادة من الملح وتمت مخاطبة وزارة النفط والثروة المعدنية ووزارة الإدارة المحلية والبيئة لاستخدام الملح من هذه الجهات ولم يراجع مديرية التموين بهذا الخصوص سوى مديرية الخدمات الفنية بحمص لإذابة الثلج عن الطرقات العامة !!
وأكدت مديرية تموين حمص أن التأخر في التصرف بالمادة يؤدي إلى نفقات مادية على الوزارة لكون مكان التخزين عائداً لمحطة القطار في شنشار في حال امتنعت الجهات المبينة أعلاه عن الاستجرار وأرسلت المديرية كتاباً إلى الوزارة تسأل عن الحل للتصرف بالمادة نظراً لضخامتها !.
قصة اكتشاف الملح الذي يحتوي زرنيخاً بدأت بعد اتصال لجهة رقابية مع مديرية ” تموين” حمص يؤكد صاحبها أن كمية الملح المستورد غير صالحة للاستهلاك البشري ونتيجة التحري وتحليل المادة تم اكتشاف مادة ذات سمية عالية (الزرنيخ) بعد أن تم سحب عينة بالطريقة القانونية من كامل الكمية الموجودة في ساحة المحطة بموجب ضبط العينة رقم 860180 تاريخ 14/3/2018 وتم الاحتراز عليها في ساحة التفريغ لتتربع المكان حتى تصبح كجبل يحتاج من يزحزحه ليتسنى للقاطنين هناك الشعور بالارتياح وخاصة أن البعض أبدى تخوفه من تسرب المواد السامة إلى الآبار القريبة، وخاصة في مواسم الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة عادة ولمضي بضع سنوات على وجود الملح الفاسد .
كما أكدت الوثائق أن كمية البيان 269 هي 3200 طن والبيان 302 هي 8500 طن وتم إبراز شهادة تحليل رقم 202 صادرة عن الشركة العامة لمرفأ طرطوس- مديرية المخابز المركزية الخاصة بالبيان الجمركي 302 بأنها مطابقة وصالحة للاستهلاك البشري وتستخدم في الصناعات الغذائية، وكذلك نتائج المعاينة من قبل كشافي الجمارك عدد 2 تبين أن المادة هي ملح خام خشن وصالحة للاستهلاك البشري وتستخدم في الصناعات الغذائية وصدرت نتيجة العينة لدى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص بأن العينة مخالفة بسبب انخفاض نسبة كلور الصوديوم في المادة الجافة عن 97٪ وبلغت 95٪ وارتفاع الزرنيخ إلى أعلى حد مسموح به وبلغ 1.3 كما هو موضح بشهادة التحليل رقم 204 وبالتالي فإنّ المخالفة جسيمة، وتم التحرز على الكمية الأكبر في ساحة التحليل في شنشار، كما تم التحرز أيضاً على كمية 50 طناً بمعمل ملح ع. ص و50 طناً بمعمل ملح ع. س و35 طناً بمعمل م. ج تم شراؤها من الكمية المذكورة ضمن المدينة الصناعية بحسياء .
يذكر أن بلدنا استوردت أكثر من مليون طن ملح في الفترة الواقعة بين 2016 و 2019 وتم إيقاف الاستيراد بقرار وزير الاقتصاد لوجود البديل المحلي .