«في الأزمات يمنع الارتجال».. نقطة انتهى، وجملة نقطة انتهى تعود لأحد الطلاب وقد قالها لمعلم صفه الذي يلقنه درساً في فنون الإدارة.
جملة، صفق لها جميع زملائه المجتهدين والواعين لفكرة الإدارة، والكسالى الذين يهللون لفكرة الفسحة على حد سواء.
«نقطة انتهى» جملة جعلت المعلم في ورطةٍ، لكنه استطاع تداركها ولمّ شمل القاعة بصوت جهوريّ وإيماءات هيأت الحضور من جديد للتفاعل مع شروحات «القواعد الذهبية للإدارة».
ليكون الاسترسال بجمل إدارية مكتنزة بمعلومات وأمثلة وبيانات جعلت من القاعة الدرسية ميدان فكر،ٍ تتنافس فيه الطروحات، وتوّلد مجموعة لامنتهية من الأجوبة المنتصرة في وجه السؤال:
ما أساليب التعامل مع الأزمات؟؟
فن وإدارة وأزمات.. وما أحلاها من مفردات، إن كللها هدفٌ يدركه الملقن، وتشحذ لأجله الأقلام الطالبة للعلم في الأكاديميات.
فن وإدارة وأزمات..
وعلى المستوى المؤسساتي، تم تخديمها بحقيبة، وصار الإعلان عن دورات تدريبية، أما الملتحقون فأفواج أفواج (ورش-ندوات- محاضرات..) من دون الانتباه للقاعدة الذهبية في البناء، ألا وهي (الأساس) الذي يسبق الإكساء وإكسسوارات التراس وورود الزينة التي غطت الباب، وطمست العين الساحرة وثقب المفتاح!!
عامٌ وسبقه آخر، وحبلُ (الدورات) جرارٌ، وأعترف أنني أجهل المضمون العلمي الذي تقدمه تلك الدورات التدريبية، لكن ما أعلمه، أن التأهيل يولد طاقات، وهذه الطاقات لابد من أن تبثّ كل من مكان عملها إشارات تدل عن استفادة وفائدة ومنهجية ومن ثم إنتاج..وعلى أرض الواقع، يمكننا استعارة جملة الطالب (نقطة انتهى) كاستعارة تمثيلية في حال حاولنا حصر إشارات الإنجازات التأهيلية، ولنترك الاستفهام بحق الحلقة الإدارية الضائعة.. أين يكمن الخطأ ولِمَ يكون الارتجال؟ ما دمنا حققنا أولى شروط الإدارة بالقلم والكراس اللذين لم تشفع لهما المثابرة في حضور الدورات، إن لم يكن للملقن والمتعلم هدف يصبو إليه الاثنان.
«فن وإدارة وأزمات»
أزعم أن الإدارة فيها تحتاج إدارةً!!
وصال سلوم
71 المشاركات