أنشطة توعوية وترفيهية لجمعية مكتبة الأطفال العمومية لتجاوز «فوبيا» الزلزال
تشرين – آلاء هشام عقدة:
بكل اهتمام ونشاط، يواصل أطفال مكتبة الأطفال العمومية نشاطاتهم بعد كارثة الزلزال، فهناك مجموعة تنكب على أوراق الرسم ترسم ما يدور في مخيلتها، وأخرى تستمع بشغف لحكايا الجدة، كما يتابع آخرون تدريبهم على الشطرنج.
يكسر حاجز الخوف
«تشرين» التقت عدداً من الأطفال المشاركين في نشاطات الجمعية، الذين عبروا عن فرحهم بعودتهم لممارسة أنشطتهم بعد غياب، إذ قال الطفل نديم حسن الذي عاد بعد انقطاع طويل إلى دورة الرسم: إنني سعيد بالعودة إلى تعلم الرسم لتحقيق حلمي عندما أكبر وأصبح رساماً.
فيما يتابع الطفل عمار بتركيز توجيهات المدرب له و لزملائه حول قواعد الشطرنج، وقال: نتابع ما تعلمناه قبل شهر وأنا سعيد بعودة التدريب، فيما عبر عدد من الأطفال عن فرحهم لعودتهم وسماع حكايا الجدة في مكتبة الأطفال العمومية.
تفريغ الطاقة
ضمن استجابة جمعية مكتبة الأطفال العمومية لكارثة الزلزال، ودعماً منها للأطفال باعتبارهم الشريحة الأكثر تضرراً، بينت فاطمة شحرور المدير التنفيذي لجمعية مكتبة الأطفال العمومية لـ«تشرين» أن فريق عمل ومتطوعي الجمعية نفذوا في مراكز الإيواء العديد من الأنشطة الترفيهية والتوعوية، التي تهدف لإشغال الطفل بأمور محببة ومريحة تخرجه من حالة الخوف، التي سيطرت عليه منذ حدوث الزلزال، ومثل هذه النشاطات تُشعره بأنه في أمان وليس وحيداً.
وأضافت شحرور: بعد التأكد من سلامة مقرات الجمعية وأمانها، أقامت الجمعية في مراكزها أيضاً بعض الأنشطة الموجهة لتفريغ الطاقة والمشاعر السلبية، التي خلفتها الكارثة، فالطفل قد لا يكون قادراً على التعبير عن مشاعره ومكنوناته كلامياً، فتم اللجوء إلى أساليب وطرق أخرى، كالرسم من خلال إيجاد مساحة حرة له لإخراج مخاوفه وتفريغها بطريقة صحيحة وسليمة، ما يؤدي إلى تخفيف وطأة الضغط النفسي لديه، إضافة إلى الألعاب الحركية المتنوعة، والنشاط الأكثر تأثيراً في الطفل والأقرب له وهو قراءة القصة.
أنشطة تفاعلية
وتابعت شحرور: كما تستمر الجمعية بمتابعة برامجها في مركز الطفولة المجتمعي في منطقة سكن الشباب للطفولة المبكرة، وعودة الأطفال بشكل تدريجي، ويتم تنفيذ جلسات وأنشطة تفاعلية تدعم نفسية الطفل وراحته بشكل أساسي، وتعتمد إيصال المعلومات والخبرات ضمن بيئة تفاعلية مريحة، إضافة إلى لقاءات حوارية مع أهالي أطفال المركز، تتضمن بعض النصائح والإرشادات، حول كيفية التعاطي مع الطفل في حال حدوث هزات.
وأشارت شحرور إلى مشاركة الأطفال في احتفاليات الأعياد، كعيد المعلم وعيد الأم لتعزيز شعور الأمان، وأن الرغبة باستمرار الحياة والاستمتاع بها مستمرة، رغم كل الظروف من خلال دعم أي محتوى أو مضمون يساعد الطفل ويحميه، مبينة أن الجمعية تواصل متابعة برامجها بشكل تدريجي ضمن خطة عمل، أساسها فائدة الطفل وعودة آمنة وواثقة لنظام الحياة الطبيعي.