أمطار غير مسبوقة في الحسكة تعيد الروح إلى الينابيع والأنهار والفلاحين
تشرين – خليل اقطيني:
بلغ المنخفض الجوي المسيطر على المنطقة ذروته نهار وليلة أمس فوق محافظة الحسكة، وأدى إلى هطل أمطار بغزارة غير مسبوقة خلال الموسم الحالي، تشبه ما حدث في سنوات سابقة، وما أدت إليه من سيول وفيضانات خلّفت أضراراً فادحة طالت البشر والحجر والشجر.
وذكر مدير الزراعة المهندس علي الخلوف الجاسم أن المنخفض الجوي بلغ ذروته فوق محافظة الحسكة بعد ظهر أمس الأربعاء، وبدأت الفعالية الجوية لهذا المنخفض بالتلاشي بدءاً من ليلة أمس وصولاً إلى مساء هذا اليوم الخميس، حيث توالي الغيوم انقشاعها ودرجات الحرارة ارتفاعها مع بقاء الأجواء باردة في بعض الفترات ودرجات الحرارة أدنى من معدلاتها في مثل هذه الفترة من السنة.
وبين في تصريح لـ “تشرين” أن مديرية الزراعة كلفت الدوائر الزراعية والوحدات الإرشادية المنتشرة في كل أنحاء المحافظة، رصد وتحري الأضرار التي لحقت بالحقول الزراعية والثروة الحيوانية من جراء الأمطار الغزيرة وما نتج عنها من سيول وفيضانات في بعض المناطق، داعياً الفلاحين والمزارعين الذين تضررت ممتلكاتهم الزراعية والحيوانية من جراء الأمطار والسيول إلى مراجعة مديرية الزراعة للتقدم بطلب مرفق بالتنظيم الزراعي للموسم الحالي من أجل إجراء الكشف الحسي على ممتلكاتهم وحصر حجم الضرر الذي أصابها، وتقدير التعويض المالي المناسب، ليصار إلى رفعه إلى وزارة الزراعة حسب الأصول لصرف التعويضات المالية للفلاحين المتضررين من صندوق التعويض عن الأضرار.
من جانبها رئيسة شعبة المناخ في مديرية الزراعة كوثر عباس قالت: إن الأمطار عمت أمس جميع أنحاء المحافظة بغزارة غير مسبوقة، وكانت أغزر الكميات الهاطلة ليلة أمس في منطقة أم مدفع في منطقة الاستقرار الرابعة في ريف الحسكة الجنوبي والجنوبي الغربي التي شهدت هطل 70 مم.
وقد أدت هذه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق مختلفة من محافظة الحسكة ليلة أمس إلى ارتفاع منسوب نهر الخابور وروافده، وجريان المياه في الوديان، وتفجر بعض العيون والينابيع، وتضرر منازل وممتلكات السكان في عدد من القرى والأرياف.
وذكر مدير الموارد المائية المهندس عبدالعزيز أمين أن جريان المياه في روافد نهر الخابور وخاصة نهري الجرجب والزركان ارتفع بشكل كبير، مبيناً أن تدفق المياه في سرير نهر الخابور عند جسر قرية “الخريطة” غرب الحسكة وصل إلى 50 م3/ ثا، وإلى 40 م3/ ثا عند بلدة تل تمر، علماً أن هذه التدفقات قابلة للزيادة مع استمرار هطل الأمطار.
وأشار أمين إلى فيضان وديان “القصيبة والسحل ودعيبيل والكبش” ما أدى إلى تشكل السيول في ريف الحسكة الجنوبي والجنوبي الغربي، وارتفاع منسوب المياه في سرير نهر الخابور عند مدينة الشدادي.
أما في منطقة جبل عبد العزيز فقال أمين: إن الأمطار الغزيرة أدت إلى تفجر عدد من العيون والينابيع التي كانت جافة.
من جانبه أكد مدير الخدمات الفنية المهندس حسّون النزّال لـ”تشرين” أن الأمطار التي هطلت أمس جرفت الساتر الترابي الحدودي الفاصل بين سورية والعراق شرق مدينة الحسكة بنحو ١٢٠ كم، وقُطِع طريق عام الحسكة – الرقة (طريق أبيض) بشكل تام، بسبب تشكل السيول نتيجة الأمطار الغزيرة، مع إطلاق تحذيرات للسائقين لتأجيل السفر حتى انتهاء السيول الجارفة، مشيراً الى أن مياه الأمطار غمرت منازل قريتي دمخية كبيرة وبير البوعاصي في ريف القامشلي شمال الحسكة.
ولفت النزّال إلى انهيار منزل في قرية قبر كبير بفعل الأمطار الغزيرة في ريف تل تمر شمال غرب الحسكة، قائلاً: إن الأمطار الغزيرة أدت إلى غرق عدد من المنازل في قرية الدشيشة في ريف الحسكة الجنوبي، وأوقعت السيول الجارفة خسائر في بعض قطعان الأغنام في عدد من القرى والأرياف.