المطران «سابا إسبر» كاتباً ومترجِماً

تشرين- رنا بغدان:

«هلّا اكتفينا بالكلام يا بني؟ لنبدأ بعيشه».. كلمات قليلة كانت خاتمة أحد مؤلفاته لكنها كافية لتلخص منهج حياة انتهجها سلوكاً تجسد بأعماله وأفعاله لا بأقواله فقط على الرغم من أهمية الكلمة وتأثيرها خاصة إذا أطلقها واعظ وكاتب ومترجم وأب متوجهاً بها إلى أبنائه بالنعمة التي تشبّع بها حباً وعطاء وفرحاً فهو القائل «منَحَنِي اللهُ خِبْرَةَ حُبٍّ ولا أحلى».. من هنا دعت لجنة قاعات كنيسة الصليب المقدس في القصاع بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب في السويداء لحضور ندوة أدبية بعنوان: «المطران سابا إسبر كاتباً ومترجماً» شارك فيها الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية والدكتور راتب سكر الرئيس السابق لقسم اللغة العربية في فرع جامعة دمشق في السويداء والأستاذة وجدان أبو محمود رئيسة المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب في السويداء وذلك بمناسبة نقل المتروبوليت «سابا إسبر» من أبرشية بصرى حوران وجبل العرب إلى أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية.

وعن هذه الندوة وتكريمها المطران تحدّث د. محمد الحوراني فقال: نحن اليوم أمام عالم جليل, قامة وقيمة, سيرة ومسيرة ربطت القول بالفعل فعلينا تكريم هذه الشخصيات لأنها مسؤولة عن خلق جيل حقيقي ينتمي إلى هذه الأرض ويحسن الدفاع عن مبادئها ومقدساتها, وتبعث المبادئ والأسس وتجذّر قيم الانتماء والأصالة والحفاظ على الهوية الوطنية لنشر ثقافة المحبة والإنسانية والقيم لأنه الوطني الأصيل المتجذّر ثقافة وانتماء وأصالة, هذه المبادئ التي تجسدت وأشار إليها في معظم مؤلفاته ومحاضراته وعظاته من خلال تطرّقه إلى انعدام أو تفسخ الأخلاق والقيم في المجتمعات الغربية, إضافة إلى أنّه عندما يكتب يتحدث بعمق عن الفرق بين الأجناس الأدبية ويدعو للتمتع بالطهرانية عند قراءتها, وحتى في رحلاته التي تحدّث عنها كان يقف عند وجع الإنسان ومعاناته والـ«آه» التي تحرق قلبه.

لقد تعلمنا منه الكثير وهذا ما نرجو أن يتحقق في مكانه الجديد الذي اختير ليكون فيه.

أما د . راتب سكر فتحدّث قائلاً: نلتقي في هذا اليومِ من أيَّام تاريخنا الكنسي والاجتماعي والثقافي والوطني المعاصر، لنصافح شخصية مهمةً، ارتسمت على جبينِها أحلامٌ فكريَّةٌ وثقافيَّةٌ نَضِرة، فازدانتْ همّةُ صاحبها عطاءً تنوعتْ رحابُه، وتداخلتْ شعابُه، فهو المطرانُ والكاتبُ عميقُ الثقافات والرؤى، والمترجمُ العارفُ جسورَ الصلاتِ بين اللغاتِ والمجتمعات والآداب والثقافات سيادة المطران سابا إسبر.. الذي تنوعت موضوعاتُ كتبه ومقالاته مواكبَةً تنوعَ مسارات الحياة: كنسياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً.. وهو اليوم يبتعد عنا بالجسد فقط ليكون حيث اختار له الرب أن يكون.

في حين كتبت الأستاذة وجدان أبو محمود تحت عنوان «المطران سابا إسبرمحلّقاً في معراج الكتابة» مفوضة زميلتَها في رحلة الكتابة والأدب سارة ميلاد الزيتون الحائزة تقدير امتياز نادي الأدباء الشباب لقراءة ما كتبت.. وتقول: مِنَ الصُّعُوبَةِ بمكانٍ الإحاطةُ بشخصيّةٍ فريدةٍ، ملهَمَةٍ، متقدِّمَةٍ علميّاً وفكريّاً ودينيّاً، شخصيّةٍ جمعتْ في تكْوينِهَا مزيجاً مُدْهشاً مِنَ التّسامحِ، والرّوحانيّةِ، والثّقافةِ، وسَعَةِ الاطِّلاعِ، وتولَّت إلى حينٍ مهمّةَ تخصيبِ الحياةِ الصّعْبَةِ بالمحبَّة التي تليقَ بدورِهِا الاجتماعيّ والوطنيّ والدّينيّ من خلال مؤلفاته وخطابِهِ الدّينيِّ المُنْفَتِح المتطوّر.

واليومَ، يبدأ رحْلَتَهُ الجديدةَ، حاملاً معه بذورَ الإنسانيّةِ، والعطاء، والمحبة، والفكرِ، مِنْ أرْضِنَا السّوريّةِ النبيلةِ الطاهرة، لتزهرَ هناك كما أزهرتْ هنا مِنْ قبل مثبتاً أن المحبة تنقذ العالم.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار