تخفيفاً للهلع والرعب ووصولاً إلى الاحتياجات التي ولدتها الكارثة.. شركاء العمل التطوعي يواصلون مساعي الخير على أكثر من قطاع 

تشرين _ رشا عيسى:

تخفيفاً لجرعات الهلع والرعب، ووصولاً إلى الاحتياجات التي ولّدها الزلزال الكارثة، تتحرك فرق الإغاثة المجتمعية المختلفة بمتطوعيها على الأرض لإنقاذ ما تبقى بعد الكارثة في المحافظات المنكوبة، حيث تبدو الجهود متواصلة دون توقف، في حالة تكاملية بين شركاء العمل التطوعي على الأرض، أملاً بتغطية الاحتياجات الداهمة، وإزاحة ولو جزئية لمعوقات الحياة الاعتيادية.

ومن إغاثة غذائية إلى طبية وسكنية تتوزع المهام بين المتطوعين على الأرض، لتكون الخبرات التي راكموها في برامجهم خلال سنوات الحرب حول الاستجابة السريعة فعالة اليوم من  خلال التعامل مع الزلزال الكارثة ضمن خططهم الموضوعة بمراحلها المختلفة تبعاً لظروف الكارثة التي فرضت نوعاً من تقاسم الأدوار لتقليص حجم الكارثة قدر المستطاع.

دعم وإشراف 

الأمانة السورية للتنمية جزء فعال على الأرض في المحافظات المنكوبة وتتولى مهام متعددة إنسانية واجتماعية.

وتوضح كنانة حمدان من فريق الأمانة السورية

ل( تشرين) أن فرق الأمانة تستمر بالعمل على أكثر من قطاع منذ لحظة حدوث الزلزال الكارثة، وموجودة بشكل مباشر كإشراف ودعم بمراكز الإيواء، وكذلك يتم العمل على الحالات الفردية المتضررة من الزلزال والموجودة خارج مراكز الإيواء في الأرياف عبر تقدم الدعم اللازم لهم ضمن المناطق التي لجؤوا إليها سواء أكانوا باستضافة أصدقائهم أم أقاربهم، حيث تحدد الحالات الخاصة التي تتطلب تدخلاً سريعاً.

وتقول حمدان: نقدم العمل الإغاثي الصحي والغذائي بالتشارك مع المنظمات والجمعيات الإنسانية الموجود على الأرض في حالة تكاملية وتشاركية أثبتت فعالية عملها بعد وقوع الزلزال الكارثة وحتى الآن ،حيث يتم  ترتيب أولويات العمل وفق الاحتياجات المتولدة، ونوع الفئات المستهدفة، حيث يتم التركيز على الفئات الأكثر هشاشة وضعفاً.

ترميم مهني 

و تؤكد حمدان أن الأبرز احتياجاً حالياً كما ترصد وتوثق فرق الأمانة هم  الأشخاص الذين فقدوا مهنهم وبالتالي مصدر رزقهم حيث يجري تسجيل حالات لأفراد فقدوا أشخاصاً ومنازل ومِهناً خلال كارثة الزلزال، لذلك يتركز الاتجاه حالياً لإتمام إحصائية وجمع البيانات وتوثيقها لحظة بلحظة حتى يتم تحديد خطة الدعم  وآلية التوجه خلال القادم من الأيام لمن فقد بيته ومهنته مع استمرار العمل الإغاثي بالتشارك مع المؤسسات الإنسانية الموجودة على الأرض.

مراحل مختلفة

عضو المكتب الإعلامي لمؤسسة بصمة شباب سورية خلود حسن قسمت مراحل العمل للمؤسسة منذ وقوع الكارثة حتى الآن إلى عدة أقسام ومستويات، موضحة كيف انتقل المتطوعون من مرحلة لأخرى بغية المساهمة في تخفيف آثار الزلزال وإيصال المواد الإغاثية الأساسية لمستحقيها.

وبعد أن كانت الاستجابة الأولى للمتطوعين ضمن فريق البصمة مؤازرة فرق الإنقاذ في المحافظات المنكوبة وفرق الدفاع المدني، وتواجدت إدارة المؤسسة في المحافظات المنكوبة للعمل تحت إشراف المحافظين بينما الإدارات الأخرى كان عملها رديفاً لهم وتم تشكيل فرق أخرى في مراكز الإيواء لمساعدة الاطفال وكبار السن.

وتشرح حسن أهمية الخبرة المتراكمة لدى المتطوعين من شباب البصمة والتي ساعدتهم على الاستجابة العاجلة، فمنذ لحظة حدوث الكارثة بدأ استقبال التبرعات.

مؤكدة أن توجيهها يتم وفق الاحتياجات التي ترصدها الفرق على الأرض والذين هم من أبناء تلك المناطق ولديهم القدرة على معرفة أكثر الاحتياجات سواء للمتضررين ممن تواجدوا في مراكز الإيواءأو للأسر التي قصدت قراها وأقاربها.

وتقول حسن: بعد استقبال التبرعات نعمل على فرزها وإرسالها إلى الإدارة المركزية ثم تجمع وترسل في شاحنات إلى حلب واللاذقية وحماة، حيث تم إرسال ١٤ شاحنة حتى الآن ضمن المرحلة الأولى.

مضيفة: إن المرحلة الثانية تسير بالتوازي مع الأولى وهي مرحلة الإغاثة حيث يتم جمع البيانات والداتا ضمن استبيان واضح وصريح لعدد المتضررين وللأهالي في مراكز الإيواء، وللأهالي الذين خرجوا باتجاه قراهم، فضلاً عن تشكيل فرق دعم نفسي للأطفال وكذلك فرق استشارات قانونية لمساعدة الناس على استخراج أوراقهم الثبوتية التي فقدوها بفعل الزلزال وذلك بالتشارك والتنسيق مع مؤسسات المجتمع الأهلي.

أما الآن فقد بدأت المرحلة الثالثة وهي مرحلة تأمين السكن للمتضررين، وتم دفع بدلات إيجارات ل21 أسرة بالتعاون مع نادي السيارات السوري وحالياً يجري دفع بدل آجار ل40 عائلة من العائلات  المنكوبة.

استبيان لمعرفة الاحتياجات

وتحدثت حسن عن إعداد استبيان مع الفرق المتطوعة على الأرض عن الذين هم من المناطق المنكوبة حيث يزودوننا بالاحتياجات ويعرفون تماماً ماالذي يتم توزيعه وما هي النواقص، ومن ثم يتم العمل على سد هذه النواقص، وفي حال وجود نقص لدينا تغطيه جهة أخرى والعكس صحيح.

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفرق على الأرض تلخصها حسن بنقص المحروقات اللازمة للآليات لتنقل المواد، إضافة إلى النقص بالأدوية المزمنة حيث يجري حالياً العمل على تأمينها قدر المستطاع.

وكانت مؤسسة بصمة شباب سورية فتحت حساب بنك على صفحاتها لاستقبال التبرعات، وأكدت أنهم حالياً يستمرون بتأمين بدلات الإيجار سنوية أو نصف السنوية في المحافظات المنكوبة.

إغاثة سكنية

الاتجاه نحو الإغاثة السكنية للمتضريين ممن فقدوا منازلهم كانت هدفاً رئيساً أيضاً لمؤسسة درب التطوعية كما توضح كندة نصار رئيسة إدارة المؤسسة ل( تشرين)

وترى نصار أن الإغاثة الغذائية سجلت مستوى عالياً جداً من حيث توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للمتضررين من مجمل الجمعيات الإنسانية، وأكدت الانتقال السريع لمتطوعي درب نحو الإغاثة السكنية وتأمين نوع من الأمان للعائلات التي بقيت دون منازل، بالاعتماد على تبرعات المجتمع المحلي والمغتربين الذين ساهموا بشكل فعال بنقل ما يقارب 14عائلة إلى بيوت آمنة  في اللاذقية بعقود آجارات موثقة قانونية لمدة ثلاثة أشهر أو سنة بغية إعطائهم المساحة الآمنة التي يطلبونها للعودة إلى الحياة رغم صعوبة الأوضاع العامة.

استجابة متعددة 

بدوره المتطوع في( درب) حمزة معروف وجد أن تحقيق استقرار سكني للعائلات المتضررة كان الهدف الرئيسي لدرب ولكن بطريقة مختلفة بعيداً عن التسكين بصيغة الأمر الواقع، شارحاً ذلك بأنه يقع على عاتق درب وكذلك العائلات بالبحث عن بيت مناسب لهم سواء من حيث المنطقة أو لأسباب أخرى تراعي القرب إلى العمل أو المدارس، وعند اختيار المنزل المناسب تتكفل (درب) بإتمام الأوراق القانونية من عقود إيجار كاملة ودفع النفقات وتحديد مدة العقد.

وعند سؤاله عن طريق اختيار العائلات المتضررة أكد معروف أنه يتم الاطلاع من المتطوعين على المنازل المهدمة والتأكد تماماً من أوضاع المتضررين لتكون الخطوة الثانية تأمين منزل مناسب وكذلك مساعدة من تمكن من إخلاء منزله قبل هدمه أو من لديه أثاث على نقله أيضاً بتقديم مبالغ مادية معينة.

كما تعمل (درب)  بمتطوعيها على لحظ  أي احتياجات ضمن قوائم تم وضعها للعائلات سواء المستفيدة من المنازل المستأجرة أو غيرها ورفدها بها، معطياً مثالاً حول أن إحدى العائلات كان يوجد لديها فائض من المواد الغذائية لكن لايوجد لديها غاز  منزلي لتباشر بطهي الطعام، فضلاً عن أن للبعض احتياجات طبية تساهم درب بتأمين بعضها من الأدوية.

وبين معروف أن الشعور بالأمان داخل المنزل يؤدي تدريجياً للعودة إلى الحياة الطبيعية وممارسة الأعمال وذهاب الأطفال إلى المدارس.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار