حدائق دمشق مستعدة لاستقبال “المتكرزين” رغم قلة الكوادر والكهرباء
تشرين- منال الشرع:
جرت العادة قبيل شهر رمضان أن تقوم بعض العائلات بما يعرف بـ (تكريزة رمضان) وخاصة أنّ هذا العام يتزامن مع بدء فصل الربيع، فالحدائق والمتنزهات أول ما يخطر في بال ذوي الدخل المحدود باعتبارها الملاذ الوحيد لديهم، والوضع المعيشي (على قدِّ الحال) للاستجمام بالربيع وتنزه الأطفال .
قطع ٤٠ شجرة سرو معمرة
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل حدائق مدينة دمشق جاهزة لاستقبال فصل الربيع وخاصة أنها كانت في حالة سبات في فصل الشتاء وبحاجة إلى صيانة وتأهيل؟
بشكل دوري
“تشرين” تواصلت مع مدير الحدائق في محافظة دمشق المهندس سومر فرفور الذي بيّن أن المديرية بدأت بعملية الكشف على الحدائق وتجهيزها لفصل الربيع وفيما بعد العيد وإجراء أعمال الصيانة الدورية للمرافق العامة أدراج وأسوار وممرات ومناهل للشرب وصيانة ألعاب الأطفال وتجهيزها بالشكل المناسب إضافة إلى صيانة الآبار وشبكات السقاية والشبكات الكهربائية والمنصفات والساحات والبحرات إضافة إلى الزراعة كقص الأعشاب وتشكيل وتهذيب النباتات وزراعة الورود والأشجار وتوجد طلبات إصلاح يومية لهذا الغرض
مبيناً أن عدد الحدائق يبلغ في مدينة دمشق ١٧٧ حديقة وأكثر من ٢٠٠ تجمع.
٣ آلاف شجرة
وفي إجابته عن سؤال “تشرين” عن وجود خطط لزراعة أصناف وأشجار جديدة لإغناء الحدائق وخاصة بعد ظاهرة الاحتطاب التي انتشرت في الآونة الأخيرة لغرض التدفئة أو المتاجرة بالأخشاب؟، بين فرفور أن الحدائق عانت هذا العام من قطع الأشجار بشكل لافت وقلة الوعي لدى البعض وهذا يعدّ جريمة بحق الغطاء النباتي بمدينة دمشق حيث تم قطع حوالي ٣٠ إلى ٤٠ شجرة سرو عمرها ٥٠ سنة، والأمر موضع اهتمام لدى المديرية ويتم تسيير دوريات بشكل شبه يومي على كافة مواقع سرقة الأخشاب وأجريت الضبوط اللازمة وصدر قرار عقوبة السجن ٦ شهور إلى سنتين وغرامة مالية تصل إلى مليونين ليرة حسب عدد الأشجار التي قام الشخص بقطعها، وبالمقابل يتم العمل على زراعة أصناف جديدة و أنواع مقاومة للتلوث باعتبار مدينة دمشق من المدن التي تعاني التلوث البيئي ومقاومة لارتفاع درجات الحرارة صيفاً والبرودة شتاء، وتم إحضار ٣ آلاف شجرة جكرندا من محافظة اللاذقية إضافة لأشجار الخرنوب وغراس جديدة منوهاً بوجود خمسة مشاتل تابعة لمديرية الحدائق تقوم بإنتاج الشتول والورود وأزهار الجوري والياسمين لزراعتها في الربيع، تم توزيع ١٨٠ ألف غرسة حالياً والعمل جارٍ لتوزيع ٢٥٠ – ٣٠٠ ألف غرسة على كافة المساحة الخضراء متوزعة على ١٧٧ حديقة مفتوحة و ٧٥٦ حرشاً و١٧٧ عقدة و١٧٧ ساحة عامة.
زراعة آلاف الأشجار ومئات آلاف الشتول والورود
وعن موضوع مكافحة الأعشاب الضارة أفاد مدير الحدائق أنه من أولويات عمل المديرية، ولا يوجد تهاون أبداً بموضوع إزالتها ومكافحتها لما قد تسببه من حرائق في فصل الصيف فالمديرية تشرف على مساحة حدائق لا يستهان بها تبلغ ٣ ملايين متر مربع.
الصعوبات
أما عن موضوع الري والسقاية للحدائق فبيّن فرفور وجود معاناة كبيرة لتأمين السقاية في الحدائق، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يحول دون ذلك، وبالتالي تخف عمليات الري والسقاية.
والصعوبات الأخرى التي تعترض سير العمل حسبما أشار فرفور فأهمها قلة الكادر واصفاً إياه بالكهل وعدم رفده بالفئات العمرية الشبابية، وارتفاع أسعار المواد وتواضع أعداد ورش الصيانة إضافة إلى عدم الاكتراث والوعي لدى البعض بالحدائق العامة والقيام بتخريبها.