شخصيات سياسية هولندية تدعو لتخفيف العقوبات على سورية: ليس لها أثر باستثناء معاناة الناس وتدمير الاقتصاد
تشرين
في إطار التحرك لتخفيف الإجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية، ووصول وفد من الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من 3 – 7 الشهر الجاري إلى سورية لرصد احتياجات المناطق المتضررة جرّاء الزلزال، طالب كل من المبعوث الخاص السابق لهولندا إلى سورية السفير كوس فان دام، ومديرة قسم المساعدات الإنسانية في الصليب الأحمر الهولندي كارلا يونكورز، بتخفيف العقوبات على سورية.
وفي برنامج « دي نيوز بي في» على إذاعة «Npo1 » الهولندية، بالمشاركة مع يولكورز، أشار فان دام الذي شغل المبعوث الخاص السابق لهولندا إلى سورية خلال الفترة 2015- 2016 إلى أن العقوبات على سورية ليس لها أثر باستثناء معاناة الناس وتدمير الاقتصاد، معتبراً أن فرض العقوبات غير ناجح باستثناء حالة فرض العقوبات في جنوب إفريقيا لمواجهة مسألة الأبرتهايد، متسائلاً في الوقت ذاته عن سبب وجود العقوبات؟
وقال: تفرض العقوبات عادة عند المعاملة اللاإنسانية للشعب، عندئذ يكون هدف العقوبات هو «تغيير تصرفات النظام» وهذا مالم يحدث في سورية، لافتاً إلى أن السبب الوحيد الذي يدفع الأوروبيين لفرض العقوبات هو ليشعروا بالفخر إزاء أنفسهم، لأنه ليس بإمكانهم تغيير الوضع في سورية، والشعب السوري هو الذي يعاني من هذه العقوبات.
وتابع السفير الهولندي: «البعض يريد تغيير النظام» في سورية من خلال فرض العقوبات، يجب على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم ماذا سيحدث لسورية بعد هذا التغيير الذي يريدون فرضه؟ مضيفاً: نريد تخفيف العقوبات وأعرف أن السياسيين لايريدون ذلك، ولكن يجب تخفيفها من أجل الشعب السوري، دون التفكير في استفادة أحد الأطراف من وجود هذه العقوبات.
ولفت كوس إلى أنه يجب فتح التعاملات في القطاع المصرفي حتى تُتاح إمكانية إرسال الأموال من الخارج إلى سورية، باستثناء الشمال السوري لأنه تصلهم الأموال عن طريق تركيا، كما أن الشعب السوري بحاجة إلى النفط من أجل الحصول على المساعدات، والنفط حالياً مدرج على قائمة العقوبات، إلى جانب ذلك تبرز الحاجة الماسة إلى محطات الكهرباء من أجل تزويد المستشفيات بالكهرباء ولمواد البناء، المدرجة أيضاً على قائمة العقوبات، قائلاً: هذه معايير مزدوجة فهم ينظرون إلى «سكين تقطيع البطاطا» على أنها أداة قاتلة في نفس الوقت!.
وذكّر السفير فان دام أن سورية بلد يعاني منذ 12 عاماً من الحرب، بالإضافة إلى كارثة الزلزال وستأخذ عملية إعادة الإعمار عشرات السنين، مشدّداً على أن أوروبا لاتريد المزيد من اللاجئين، موضحاً أنه إذا كان الوضع سيئاً للغاية في سورية، فسيغادر العديد من السوريين البلاد، والملايين قد رحلوا بالفعل، والأطراف في الشمال الغربي من سورية هم خليفة تنظيم “القاعدة” الإرهابي، ولهم أجندتهم ويمكن وصول المساعدات بسهولة إليهم عبر تركيا.
ووجّه السفير عبر البرنامج نداءً لتخفيف العقوبات على سورية وإبداء المرونة وطرح المسألة لمناقشتها في البرلمان الهولندي بشكل عاجل، وعقّب قائلاً: هل بإمكان أحد تخيّل نفسه في وضع يرى فيه منزله مهدم وينتشل ذويه من تحت الركام؟ هل بإمكانه تخيّل أن يبقى الوضع على حاله للسنوات الخمس المقبلة؟.. ستتم مناقشة مسألة تخفيف العقوبات في الغرفة الثانية في البرلمان، إذا كان البرلمانيون الهولنديون أذكياء ومرنين كفاية لأخذ هذه الخطوة.
بدورها، وبالنيابة عن الصليب الأحمر، ذكرت كارلا يونكورز، أن الصليب الأحمر لايُدلي ببيانات سياسية، إلا أن مسألة تقديم المساعدات الإنسانية مع وجود العقوبات قد تبدو للوهلة الأولى ممكنة نظرياً، إلّا أنه على أرض الواقع ومع الممارسة العملية فإن تقديم المساعدات الإنسانية غير ممكن مع وجود العقوبات، داعية إلى تخفيف العقوبات على سورية.
وقالت يونكورز: بعض المواد الإغاثية تستغرق وقتاً طويلاً لتصل إلى سورية لأن الشركات تخشى إرسال أي شيء وتخشى عواقب القيام بذلك خاصة في حال عدم تصنيف ماتُرسله على أنه مساعدات إنسانية، مضيفة: سمعت من شركائنا أنهم يعانون من مشاكل في إيصال الأموال إلى سورية، ولكننا كصليب أحمر لانواجه هذه المشكلة، وعلى الرغم من ذلك،فإنه لتفعيل استجابة الطوارئ فإننا بحاجة للنفط وخاصة لعمل المستشفيات.
وتابعت: الصليب الأحمر منهمك الآن بتأمين مياه الشرب لسورية، ونعتبر أن معدات البناء الخاصة بهذا القطاع والحفاظ على تأمين خدمة مياه الشرب هو أمر إشكالي، خاصة في ظل تفشي الكوليرا، وتضرّر البنى التحتية المعنية بتأمين مياه الشرب بسبب الحرب، وبعد الزلزال تدمرت هذه البنى التحتية بشكل كامل في بعض المناطق، وهناك مئات الحالات المصابة بالكوليرا، وأعتقد أن هناك الكثير من الحالات التي لم نعرف عنها بعد.
وختمت يونكورز، قائلة: إن رفع العقوبات أو أي إجراء يُسهّل إيصال المساعدات سيساهم في مواجهة الكوليرا، وهو جهد مرحب به.