«أولاد الذوات» باكورة النطق السينمائيّ في وجه العنصريّة

تشرين- حنان علي:
«سأضرمُ النار بصحفكم وبرقياتكم كي أستزيدَ دفئاً».. بهذه العبارة ردّ عميد المسرح المصري الراحل يوسف وهبي على الانتقادات الشرسة التي وجهّتها الصحف الغربية لفيلم «أولاد الذوات» أولّ الأفلام الناطقة باللغة العربية بعد اتهام صنّاعه بالترويج للمبادئ الهـدّامة وتحريض المصريين على تحقير المرأة الأجنبية.
علامةٌ سينمائيّة
ولكونه البكر الذي كتب شهادة ميلاد السينما الناطقة مدافعاً عن المجتمعات الشرقيّة بعد نعتها غربيّاً بالبربرية المتوحشة، أثار «أولاد الذوات» جدلاً واسعاً بين النخب الأجنبية والجاليات أثناء عرضه في مثل هذا اليوم قبل أحدٍ وتسعين عاماً، معتبرة إياه إهانةً صريحة لنسائها لدرجة اضطرت وزارة الداخلية المصرية لتكوين لجنة برئاسة أحد الإنـجليز الموظفين في الوزارة لمشاهدة الفيلم و تقييمه.
انتشارٌ هائلٌ حققه الفيلم بعد إعلان اللجنة قابليته للعرض، وشعلة تصوير «أولاد الذوات» أطلقها سببان: أولهما: النجاح الفريد الذي لاقته مسرحية «أولاد الذوات» التي مثلتها فرقة (رمسيس) على خشبة مسرحها، محفزّة يوسف وهبي على تقديمها في فيلم سينمائي ومختاراً صديقه المخرج محمد كريم بعد مشاركتهما الميمونة في الفيلم الصامت «زينب» عام 1930.
ثانيهما: واقعة حقيقية جرت في لندن أثناء محاكمة امرأة أفّاقة قتلت بالرصاص شاباً مصرياً يدعى (علي فهمي) لأسباب مجهولة.. حكاية قصّها الراحل يوسف وهبي في أحد لقاءاته المتلفزة قائلاً : «خلال المحاكمة وقف المحامي الإنجليزي الشهير مارشل هول للدفاع عن الفتاة، وانصبت مداخلته على اتهام الشرق بالرجعية والجهل معلناً : (لا تغتروا بمظهر الشرقي عندما يرتدي الثياب الأجنبية، فإنه يخفي تحتها نفسيّة وحشٍ همجيّ تافه).. ما من دليلٍ قُدّم على وحـشية علي فهمي، غير أنه رجل شرقيّ لا يفي بوعده في الإنفاق، لتحصل القـاتلة على حـكم البراءة، لذلك سعيتُ من خلال فيلم (أولاد الذوات) لإظهار النقيض كاشفاً النقاب عن الكثيرات من الأجنبيات الأفاقات اللواتي ما برحن يوقعن في حبائلهن بعض الشبان المصريين الأثرياء طمعاً بالمال من دون مراعاة منهن للشرف أو الكرامة، الأمانة أو الوفاء».
وبمشاركة كوكب الشرق أمّ كلثوم غناء، وبطولة الممثلين يوسف وهبي، أمينة رزق، حسن فايق، أنور وجدي، دولت أبيض، سراج منير، إضافة للممثلة الفرنسية كوليه دوارفيي، صوّر الفيلم بين مصر وباريس.
أنشودة الفؤاد
كثيراً ما عدّ فيلم «أنشودة الفؤاد»هو الأوّل في العرض السينمائي الناطق، حتى أتى حسم النقاد معلنين أن «أنشودة الفؤاد» أنتج قبل «أولاد الذوات»، لكن عرض «أولاد الذوات» أتى قبل عرض الثاني بشهرٍ واحد، مع ذلك يعد فيلم «أنشودة الفؤاد» أول فيلم غنائي عربيّ!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اقتراح تعديلات على قانون التجارة خلال ثالث حوارات قطاع الأعمال بحمص ركزوا على استبدال عقوبة الحبس.. تجار دمشق وريفها يقدمون مقترحاتهم لتغيير قانون حماية المستهلك "صفحات منسية من تاريخ المسرح السوري".. محاضرة للناقد والكاتب المسرحي جوان جان خان الكتان الأثري يحتضن مهرجان "ليلك" ليضيء على إبداعات المرأة الحلبية وقدرتها على التغيير مهرجان حلب المسرحي يدشن  انطلاقته بعمل "عويل الزمن المهزوم" على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية عدوان إسرائيلي يستهدف موقعين بريف حمص الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث صندوق مشترك للقضاة.. وقانوناً بصندوق مشترك وبدل مرافعات لمحاميّ الدولة وزير الأشغال العامة والإسكان: نسعى نحو تلبية التطلعات المجتمعية العمرانية وزير التربية: القانون رقم 31 جاء ليواكب التطورات والتغيرات في المجال ‏التربوي والتعليمي ‏ إصدار قانون الضريبة الموحد وتنظيم جباية الضرائب واعتماد الأتمتة مقترحات جلسة الحوار التمويني بدرعا