هلع ما بعد الزلزال.. المهدئات تخضع للرقابة الصارمة.. وإقبال على المستحضرات النباتية لتخفيف الأرق والتوتر
تشرين – آلاء هشام عقدة:
يبدو أن وسائل التواصل التي تنقل نبوءات الكوارث، كانت ذات أثر بالغ وبليغ فعلاً على مستوى إحداث رضوض نفسية ومعنوية لدى المواطن..
ويعاني أغلبية أهالي محافظة اللاذقية من الذعر، بعد كارثة الزلزال، رغم عدم تعرضهم للأذى الجسدي، فحالة القلق والاضطراب لاتزال تسيطر عليهم نتيجة خوفهم على أنفسهم وأهلهم، بالتوازي مع تكرار الهزات الأرضية، واقع الحال الذي دفع البعض لتناول أدوية ومهدئات لأنهم باتوا غير قادرين على النوم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي كالسابق.
إقبال على المهدئات
أكد عدد من الصيادلة الذين التقتهم «تشرين» في مدينة اللاذقية زيادة الإقبال على شراء المهدئات المسموحة والخفيفة، خاصة أن معظم الأشخاص باتوا يعانون من الأرق واضطرابات النوم وحالات الهلع من أبسط الأمور، مبينين أن هناك أدوية ومهدئات قوية لا تصرف إلّا بوصفة طبيب إذا كانت ضمن الأدوية الممنوعة، وهناك بعض الأدوية الخفيفة التي تحتوي على اللافندر والأعشاب مسموح تداولها من دون وصفة طبيب.
وبيّن الصيادلة أن تعاطي مثل هذه المهدئات الخفيفة يحسّن من النوم ويرخي الأعصاب، وبالمقابل يحذّرون من أنه من الممكن أن يحصل عند بعض المرضى رد فعل سلبي في حال تم إيقافها، وبعض الحالات ممكن أن يحصل عندها خمول وتعب مستمران وتخليط ذهني.. ويشير هؤلاء إلى أنواع الأدوية تخفف من التوتر ومسموح تعاطيها، مثل المستحضرات النباتية التي تخفف من التوتر.
وأشار الصيادلة إلى وجود حالات أصبح لديها شعور بالغثيان والدوخة وهو شعور طبيعي بعد الزلزال ومستمر عند الكثيرين وتم وصف أدوية مثل بالسيناريزين والديمينهيدرنات لمعالجة دوار الحركة أو دوار ما بعد الزلزال والطلب كثير عليها.
شعور دائم بالهزة
بدوره، بيّن أحد المواطنين أنه تناول دواء من مستخلصات طبيعية لعلاج شعور الهزة والدوخة وشعر بتحسن كبير، وأضاف: لم أتناول أدوية تسبب إدماناً مع إني في بعض الأوقات كنت أشعر بحاجتي لمثل هذه الأنواع من الأدوية، ولكن لمعرفتي بمدى خطورة التعامل مع مثل هذه الأدوية ابتعدت عنها وفضلت استخدام مستخلصات طبيعية.
المهدئات القوية لا تصرف من دون وصفة طبيب
الوصفات الطبية بالحد الطبيعي
من جهته، بيّن الدكتور ياسر سليمان عضو نقابة صيادلة اللاذقية لـ”تشرين” أن نقابة الصيادلة ووزارة الصحة حذرة في موضوع تداول الناس المهدئات القوية، إذ إنه من الممنوع تداولها من دون وصفات طبية، مضيفاً: من الممكن أن يكون هناك تداول للمهدئات العادية وإقبال عليها وهو أمر لا يخضع للرقابة ومسموح من دون وصفة طبية يعطى بشكل عادي كمضاد أرق وبعضها ليس له مشكلات سواء على المدى القريب أو البعيد.
وأكد سليمان أنه لم يرد إلى النقابة معلومات أو وصفات أكثر من المعتاد حول زيادة الطلب على المهدئات القوية سواء في المستودعات أو كصيدليات، واستدرك: من الممكن أن تكون هناك حالات تمت مراجعتها للمشافي، فحالات كهذه تتم معاينتها وإعطاؤها دواء في المشافي أكثر من الصيدليات.
زيادة الوصفات للمصابين بالدوار الدهليزي بعد الزلزال
وبيّن سليمان أن أغلبية الوصفات حالياً لعلاج الدوخة والدوار الدهليزي بكثرة وهو وضع طبيعي بعد كارثة الزلزال ويحتاج المريض شهراً من العلاج ليستقر وضعه وخصوصاً لمثل هذه الحالات، مشيراً إلى وجود ١٣٥٠ صيدلية موزعة بين الريف والمدينة، وفي حال كان الطلب على المهدئات الخفيفة المسموحة في صيدلية معينة بكثرة نتيجة إغلاق بعض الصيدليات في أماكن معينة نتيجة الزلزال أمر لا يشير إلى زيادة الطلب وإنما هو أمر عادي نتيجة إغلاق عدد من الصيدليات في مكان معين واتجاه المرضى للشراء من صيدلية معينة.