إذا كان الزلزال قدر الله، فإنّ العدوان الإسرائيلي المستمر جريمة الصهيونية، وكما قابل السوريون مصيبة الزلزال بـ«طوفان الخير» عبر وحدتهم في وجه الكارثة فإنهم أكثر وحدة وتصميماً على مواجهة العدوان الخسيس الصهيوني المستمر والوقح. وكلمة سرّ البقاء السوري الفاعل وحدة شعبه والروح الجامعة لتنوع أطيافه، بحيث يبقى الوطن نابضاً بروح متحدة متفاعلة قوية وقادرة على التعلم من دروس القدر، ومستكملة لكل عناصر الرد على العدوان الإسرائيلي الصهيوني وكسر مخططاته وإجهاض أهدافه.
رغم كل المعاناة المعيشية التي يكابدها السوريون نتيجة تدمير مرافق إنتاجهم عبر الحرب الإرهابية عليهم، مع ما رافقها من سرقة ثرواتها الطبيعية، وما تبعها من عقوبات وحصار خاتق، ورغم المعاناة الخانقة لعيش السوريين فإنهم بروح وطنية واحدة فاضوا بالخير من جميع المحافظات لإغاثة إخوانهم المتضررين من الزلزال، وبالروح نفسها الموحدة والواحدة يرفضون العدوان الإسرائيلي المستمر والمتمادي بوقاحته التي جعلته يعتدي بقصفه المجرم منطقةً سكنية وسط دمشق.. الروح الوطنية الموحدة والواحدة والنابضة بالكرامة والتفاعل والاستمرار تعي معنى الجريمة، وتعرف من المجرم، وتعدّ العدة لاستعادة حياتها الطبيعية وتفعيل قوة ردها وردعها وتثمير صمودها في الارتقاء الشامل المحقق لهويتها الوطنية الحضارية والإنسانية القاهرة للصهيونية والإرهاب والفساد والفشل، والقادرة على الاستجابة للكوارث والأوبئة أو النوائب الطبيعية.
إنها الروح السورية الباقية والمستمرة والقوية والمتجددة، وهي منبع الإبداع وطوفان الخير الذي لمسنا بعض جوانبه في الاستجابة للزلزال وفي رفض العدوان والصمود في وجه الحرب الإرهابية وإجرام الفساد ودناءة العمالة.. إنها روح الخير وطوفان الوطنية.. إنها الشعب السوري «هوية الخير» وقوته وفعله ومعناه.
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات