أيهما أفضل تخصيص موازنة لإصلاح وصيانة “المصعد” أم إصلاح ومتابعة أوضاع العاملين والموظفين وتشجيعهم ؟! ماذا تفعل الإدارات عندما يخطئ عامل أو موظف خطأً يؤدي إلى مشكلة في العمل ؟! تعاقبه أم توجه له إنذاراً أم تفصله من عمله! والسؤال: ما احتمال أن تسأل الإدارة عن الظروف التي أدت إلى ارتكاب هذا الخطأ وتحاول مساعدته ؟!
موضوع الكوادر البشرية يحمل الكثير من الشجون ولاسيما نظرتنا المتخلفة في معظم الإدارات إلى الموظفين والعاملين، ولا يمكن أن نفهم كيف تهتم المؤسسات بتخصيص موازنة ومساحة لصيانة الآلات وإصلاحها كي لا تتوقف عن العمل بينما تعرض عن الموظفين والعاملين ولا تهتم بأوضاعهم وظروفهم, متناسية أنهم ثروة من العقول والفكر والأحاسيس والمشاعر! و الحقيقة أن العلاقة التفاعلية كبيرة بين العمل والمشاعر، وهي العامل الأول في الإبداع والإنتاج, وتأتي من مدى ولاء ومشاعر الموظف والعامل تجاه مؤسسته، ولا نبالغ إذا قلنا إن حسن العمل وسوءه يرتبطان بمشاعر العاملين خلال تأدية ذلك العمل .
وقليلة هي المبادرات الإدارية التي تعنى بإدخال الفرح والسرور والأمل في مؤسساتنا، ولعلّ القليل اهتم بتكريم الكوادر البشرية- كمبادرة تقدير للموظف أو العامل المتميز- رغم أن هذه اللفتات الخلّاقة تسهم في تشجيع العاملين وتحفيزهم على إعطاء أفضل ما عندهم، ولكن المطلوب إجراءات إدارية واضحة بهذا الشأن وعندما تطالب الإدارات بربط الأجور والرواتب بالإنتاج فإننا نتمنى أن يكون هذا الربط مراعياً أحوال الموظف العامل وظروفه لأن استقراره في الحدود الدنيا جزء لا يتجزأ من استقرار مؤسسته وتطويرها ضمن مسار العمل والتميز، ولا يشترط المتابعة المادية لأننا نعلم ظروف الخزينة في الوقت الراهن، لكن كلمة “شكراً ” والاحترام الذي نبديه لجهود الموظفين والعاملين يعنيان الكثير لهم.
وعندما يتجاوز عدد الموظفين بالقطاع الإداري بضعة ملايين موظف تصبح معايير التحفيز والمتابعة شرطاً من شروط نجاح المؤسسات ونعتقد أن شعور الموظفين بأنهم جزء لا يتجزأ من إداراتهم ومؤسساتهم وأن نجاحها نجاح لهم، وفشلها فشل لهم هو التحفيز المطلوب الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد، فإذا استطاعت الإدارات أن توصل لشاغلي المفاصل هذه المفاهيم ليتعاملوا بها مع العاملين معهم نكون قد وضعنا يدنا على أكبر حافز لهم، فهم لا يعملون لصالح أشخاص بل هم يعملون لصالح دولة ووطن ومجتمع.