عمل مسرحي سوري يوجّه صفعة للمنظّمات التي تدّعي الإنسانية
تشرين_لمى بدران:
سوريّة تشارك في مهرجان كركوك الدولي للمسرح بعد أن ودّعت مشاركتها في مهرجان بغداد الدولي، حيث ستكون هناك مشاركات عربية وأجنبية متنوعة وذلك في مطلع الأسبوع القادم.
ومن محافظة كركوك التي تمتلك أسماء فنية كبيرة ومهمّة، عاشقة للفن والتي تحترم الفنان، ينطلق الأسبوع القادم المهرجان السنوي الذي يستضيف أعمالاً لفرق مسرحيّة من دول أجنبية وعربية تحت شروط محددة وبمنافسة قويّة ولا يمكن إلا أن نعتبر أن هذه المشاركة مهمّة تُحدِث تعارف وتقارب للأفكار بين الدول المشاركة وبالتالي تطوير للفن ولوجهات النظر.
الفن السوري والعراقي واحد
هذه وجهة نظر المؤلف والمخرج المسرحي السوري المشارك بالمهرجان وائل زكريا مصطفى الذي يرى أن ليس هنالك فرق بين الفن السوري والعراقي بدلالة أن معظم الفنانين العراقيين قدّموا أعمالاً مشتركة في سورية لسنوات طويلة وحصل تبادل في الخبرات الفنية والتقنية، فالعراق وسورية شعب واحد اجتماعيّاً وفنيّاً.
“لا يملكون رغيف خبز” والحليمُ من الإشارة يفهمُ
إنهم العوائل النازحة واللاجئون الذين لا يملكون حتى رغيف خبز، إنهم من تصبُّ صورهم في مصلحة مكاتب الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين، وإنهم من لفتوا انتباه مخرج المسرحيّة الذي قرّر أن يتعمّق في هذا الحدث ويلتقي بحقيقة ما يعيشون ليكتشف أن كل ما شاهده من صور ومقالات ومنشورات على السوشال ميديا وكل ما تصرّح به منظمة الأمم المتحدة هو كذب ونفاق ومراوغة ولا صحة له.
يتساءل مخرج مسرحية “حمير متحدة” أين كانت منظّمة الأمم المتحدة أيام الحرب على سورية؟ وماذا قدّمت لبلادي ولعوائل الشهداء؟ وماذا قدّمت للّاجئين والنازحين؟
ثم يتابع في حديثه الخاص لـ”تشرين”: المشاركة هي من نوع مسرح الشارع بمعنى أن الممثل على تماس مباشر مع الجمهور ومع المسؤول وكما يقال الحليم من الإشارة يفهم.
ويتابع المخرج، أتمنى أن تصل رسالتي للأمم المتحدة الموقرة لتعرف أن هنالك فنانين سوريين وعرباً يستطيعون أن يوصلوا رسائلهم التي هي بالمرصاد لهم وبكل قوّة لكل من يكذب ويقتل شعبنا وكما يقال الفن رسالة.
قدّم المخرج وائل مصطفى باقة ياسمين دمشقية مكللة بالشكر والامتنان لرئيس مهرجان كركوك الدولي لمسرح الشارع الفنان نجاة نزهت ولكل اللجان التحضيرية وأيضاً انتهز الفرصة بالشكر الموصول للمشرف المسرحي الفنان ستار السعداوي ولبطل المسرحية الفنان علي الغزي.
كما لفت المخرج إلى أهمية هذه المهرجانات بشكل عام وله بشكل خاص، أولاً لإيصال رسالته كما ذكر سابقاً وثانياً لرفع علم بلده سورية والدفاع عنها في كل المحافل والعزم ليس له حدود على حد تعبيره.
“كن مسرحيّاً شرساً أو لا تكن”
وعن إمكانية عرض هذا العمل في سورية رد وائل: بصراحة سورية بلادي وفي أي وقت أستطيع عرض أي عمل من أعمالي فيها، لكن أرى أن الأهم أن أعرضها في دول الجوار ضمن مهرجانات دولية لأرفع علم بلادي وأفتخر بسوريتي.
وفي كلمة أخيرة منه استشهد بعبارة لأودري توتو: “ما يعجبني في المسرح هو المسؤولية التي تتحمّلها تجاه شخصيتك” ثم تابع، وأنا أقول: “كن مسرحيّاً شرساً يدافع عن حقوق الشعب بكل أطيافه، ولا تنكسر ولا تنحني، ويبقى الفن هو الطلقة القاتلة للعدو والفن حياة”.
وهنا قد تكون شهادتنا نحن السوريين مجروحة بخصوص إشادتنا برسالة هذا العمل، لكن بعد ما شهدناه من جهد ونجاح لما تم عرضه في مهرجان بغداد سابقاً نتطلع إلى نجاح أكبر في هذا المهرجان، وأَعتَقد أن كل سوري يعلم هذه الحقائق يتمنى فعلاً أن تصل هذه الرسالة وأن يقول كفى للترويج المبالغ به والمزيف لكثير من مكاتب الأمم المتحدة المدّعية للإنسانية وأعمال الخير.