السياحة الشعبية ليست في متناول موظفي الدولة كالسابق.. و«الكرنك» تطرح أفكاراً لتخفيف تكاليف النقل والإقامة
تشرين- نور قاسم:
بدأت السياحة الشعبية تأخذ حيّزاً من الاهتمام الحكومي، وبرز ذلك من خلال ضخ مليارين ونصف المليار ليرة سنوياً على هذه المشاريع ابتداءً من العام المقبل.
إلّا أنه وبالرغم من أن أسعارها ليست مرتفعة كغيرها من المنشآت السياحية ذات الأربع والخمس نجوم التي تكلف الليلة الواحدة فيها مئات آلاف الليرات ولكنها ليست في متناول ذوي الدخل المحدود، وموظفي الدولة بشكلٍ خاص.
فسابقاً “قبل الأزمة” كان باستطاعة الموظف الذهاب إلى الساحل والاصطياف عدة أيام، ولكن اليوم ولنفترض أن أسرة مكونة من خمسة أفراد وتكلفة النقل بحدود ثمانية آلاف وخمسمئة ليرة للشخص الواحد فتصبح التكلفة الإجمالية ذهاباً وإياباً خمسة وثمانين ألف ليرة، وتكلفة قضاء ليلة واحدة في إحدى الشاليهات خمسة وعشرين ألف ليرة ليتكبدوا مئة وعشرة آلاف ليرة ما عدا الطعام والمشروبات، في حين إن مردود الموظف نحو مئة وخمسين ألف ليرة، وتالياً ذهاب ذوي الدخل المحدود بات صعباً وحلماً بالنسبة إليهم.
واقترح أحد الموظفين في حديث لـ«تشرين» أن تُقام رحلات مخصصة للموظفين بالتتالي على المؤسسات الحكومية وبأسعار مخفّضة جداً.
«تشرين» نقلت هذا الاقتراح إلى مدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة فايز منصور مبيّناً أن هذه الفكرة مطروحة في وزارة السياحة وتم تطبيقها في بعض مؤسسات الدولة و تمت لبعض موظفي الجامعة على سبيل المثال برحلات وأجور مخفّضة بشكل كبير.
وأشار منصور إلى أن هذه الفكرة تحتاج إلى توسيع أكثر من خلال رفع الاستيعاب بزيادة أعداد الشاليهات والغرف السياحية، نظراً للضغط الشديد على هذه المنشآت بسبب رخص السعر وجودة الخدمات المقدَّمة حسب تعبيره.
وبالنسبة للنقل بيّن منصور أن شركة الكرنك ستفعّل قبل نهاية العام الجاري وستكون أجور النقل فيها ملتزمة بالأسعار التي حددتها الحكومة و تم استيراد سبعة بولمانات؛ خمسة منها بحجم كبير واثنان قياس وسط لـ25 راكباً، إضافةً إلى إعادة تأهيل لبعض البولمانات القديمة.
وبالنسبة للدعم الحكومي للمشاريع الصغيرة بيّن منصور أن السياحة الشعبية دائماً ما تنتج عنها إيرادات ضخمة حتى وإن كانت أسعارها قليلة، إن نجاح المنشآت السياحية الشعبية التي لاقت استحساناً كبيراً من شريحة واسعة من المجتمع السوري شجعت الحكومة على دعمها وضخ مليارين ونصف المليار مبدئياً لدعم السياحة الشعبية بشكل سنوي، وسيبدأ الضخ بدءاً من عام 2023.