من الواضح أن موضوع المداجن يلقى الكثير من الاهتمام وخاصة ما تحدث عنه وزير الزراعة لناحية إمكانية عقد شراكات مع شركات أردنية لها من الخبرة والاستثمار في هذا المجال باعٌ طويل .. فقد زار وفد من إحدى الشركات الأردنية هنكارين للمؤسسة العامة للدواجن ويبدو أن هذين الهنكارين قد لقيا استحساناً من وفد الشركة الأردنية.. ولأن الوزير بدا متفائلاً فقد أكد أن ذلك يحسّن إنتاج الدواجن من ١٠ إلى ١٥ بالمئة لمصلحة السوق السورية.. ومع إن معالي وزير الزراعة لا ينكر ارتفاع أسعار الأعلاف إلى درجة غير مسبوقة بحيث أصبحت الأعلاف تشكل ٨٥ % من تكلفة إنتاج الفروج، وهذه من العوائق الأساسية أمام المربِّين ..
في المقابل تؤكّد التجارة الداخلية وحماية المستهلك ارتفاع أسعار الأعلاف، و أنه ارتفاع عالمي، بمعنى؛ إنه لا يمكن ضبط أسعار العلف!!! على الأقل في الوقت الراهن، وتعزو ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل الذي ينعكس سلباً على كل المواد المستوردة ..
كان الحل وما زال بالتوسع بزراعة الذرة، وتقديم إغراءات للمزارعين للتوسع بزراعتها.. صحيح أن وزير الزراعة متفائل بأن يصل الإنتاج المحلي إلى٤٥٠ ألف طن، لكن هذا مرهون بتقديم التسهيلات مثل توفير المحروقات والمبيدات وتشغيل المجففات… الخ، حينها يمكن تقليص فارق السعر من ٣،٥ ملايين ليرة لطن الذرة المستوردة إلى ٢ مليون للطن من الإنتاج المحلي بعد أن تم اعتماد سعر ٢٠٠٠ ليرة لكيلو الذرة المحلية، وهذا فارق كبير يجب أن ينعكس إيجاباً على إنتاج الفروج وتقليل التكلفة إلى حدود ٤٠ % فيما لو أحسنت وزارة التجارة الداخلية ضبط الأسواق والحدّ من شراهة التجار ..
وما نجهله أيضاً أن زراعة الصويا حققت نجاحاً باهراً في بلدنا، لدرجة أن التلفزيون السوري عرض ساعة كاملة عن إنتاج الجبنة من الصويا، وكيف أنها كانت منافساً حقيقياً للجبنة الحيوانية.. وهنا يمكن تأمين الزيت النباتي والجبنة وكسبة الصويا التي تشكل الجزء الأكبر من خلطة أعلاف الدجاج ، وبذلك نتخلص من عمليات الغش في خلطة الأعلاف، كما حدث عندما تم اكتشاف إضافة السكر الأبيض في أحد معامل أعلاف طرطوس بمقدار ٢٥ % بدلاً من ٥ بالمئة، ومازالت القضية معلقة، وقد يكون الجناة أحراراً ..
لكن أبشع ما يمكن أن يتفتق عنه الغش أن يضاف الزجاج إلى الأعلاف كالذي تم ضبطه في أحد المستودعات في صافيتا.. وعدم القدرة على ضبط أسعار الأعلاف والجري وراء الشراكات وعدم التوسع بزراعة الذرة والصويا، وغش الأعلاف، كل هذا سينتج دجاجاً قزماً بأسعار يخسر فيها المنتج، وتُملأ خزائن التجار !!!