تعاميم لرفع العتب!!
يبدو أن الجهات المعنية أعلنت خطتها بالقضاء على مرض “الكوليرا” من خلال بضعة تعاميم وتصاريح, وكأن الحكاية لرفع العتب فقط! أو إن الطلب من أصحاب المطاعم ومحلات السندويش الامتناع عن تقديم الخضراوات والورقيات نيئة, يمكن أن يقضي تماماً على المرض!
لنعترف بداية أن ما تتم إثارته حالياً عن السقاية بمياه الصرف الصحي ليس بجديد, وأن الاعتماد على المياه العادمة كان مستمراً من قبل الأزمة وحتى يومنا هذا, وذلك لاعتبارات عديدة منها نقص مياه الري, إضافة إلى تلوث العديد من مصادر المياه, علماً أن الأرقام غائبة تماماً حتى عن تقارير حالة البيئة خلال أعوام ما قبل الحرب وما بعدها, حيث يعدّ تلوث المياه بشبكات الصرف الصحي من المشكلات البيئية المزمنة التي لم تجد حلولاً ومعالجة في بعض المناطق!
الغريب أن ما يتم تداوله من تصريحات عن الكوليرا ومنها تصريحات وزارة الصحة, يمكن عدّها خجولة تدور في كنف التعاميم فقط, بينما المعالجة تحتاج إجراءات احترازية وتوعوية قوامها التعاون والتنسيق بين كافة الجهات, وهنا نسأل عن دور وزارة الإدارة المحلية والبيئة المغيبة والغائبة عن القوانين البيئية سواء المحلية أو الدولية والتي تنص على الحد من التلوث البيئي, ولماذا لا يتم تفعيل دور المفتشين البيئيين وكذلك مديريات البيئة في المحافظات والتي يبدو أنها لم تستيقظ من سباتها حتى الآن!
بل دعونا نسأل أيضاً عن المخابر المركزية في الوزارة ومخابر مديريات البيئة في الكشف عن الملوثات وخاصة في شبكات المياه, وما يحدث من أمراض نتيجة سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي والصناعي وغيرها! وهل هناك إجراءات لمراقبة المياه في كافة المحافظات؟!
أخيراً محاربة أي وباء لا تكون بكلمات وتعاميم مكررة, بل تحتاج أولاً تضافر الجهود الحكومية كافة, ووضع خطة لسلامة البيئة حفاظاً على الوطن والإنسان.