جودة وسلامة الغذاء.. بين مطرقة تأمين المواد الأولية للصناعات الغذائية وسندان تحديث المواصفات القياسية
تشرين- باسم المحمد- لمى سليمان:
عقد اليوم في شيراتون دمشق المؤتمر الوطني الأول لجودة وسلامة الغذاء وذلك لما لهذا الأمر من أهمية على صحة المستهلكين وقطاع الصناعات الغذائية الذي تطور بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فأصبح لدينا ٨٠٠ منشأة في هذا الاختصاص تؤمن احتياجات السوق المحلية وتصدر إلى ١٢٠ دولة.
ويهدف المؤتمر إلى التحاور حول مشاكل التصدير وطرح الحلول والمعوقات أمام تأمين المواد الأولية للصناعات الغذائية وتحديث المواصفات القياسية السورية الخاصة بجودة وسلامة الغذاء وزيادة الوعي بالمواصفات العالمية.
فرع حديث
راعي المؤتمر وزير الصناعة زياد صبحي صباغ بيّن أن أهمية مفهوم الجودة تأتي لأنه أحد فروع الإدارة الحديثة وهو مجال تضع فيه أسس الجودة في جميع القطاعات ومنها القطاع الصناعي، ففي اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حدثت نقلة تطويرية واكبتها الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم بدأ المفهوم يتسلل إلى جوانب عدة من الحياة وتعتبر فلسفة إدارة الجودة الشاملة فلسفة إدارية عصرية مرتكزة على عدة مفاهيم إدارية حديثة ومدروسة تقوم على الدمج بين المبادئ الإدارية والأفكار الابتكارية والمهارات الفنية المتخصصة بهدف الارتقاء بالأداء والوصول إلى التحسين والتطوير المستمرين.
وأضاف صباغ: تعد إدارة الجودة الشاملة من أهم الاتجاهات الإدارية الحديثة في بلدنا ومؤسسات القطاع الحكومي بحاجة إلى تطوير إدارة الجودة وكذلك مؤسسات القطاع الخاص نتيجة للطلب المتزايد على تحسين وتطوير المبادئ والخدمات للمواطنين، وتحسين الجودة يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتخفيض الكلفة في آن واحد ويعتبر كل منهما مطلباً مستقلاً بحد ذاته وذلك من أجل تحقيق الأهداف في إطار واحد يشير إلى التميز.
ويعد قطاع الصناعات الغذائية من أهم الأعمدة التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري ويعتبر تطبيق منشآت الجودة في مجال التصنيع الزراعي والغذائي من أهم وسائل التنمية لقطاع الصناعات الغذائية، وتأتي أهمية تطبيق منشآت التصنيع الغذائي لمعايير الجودة في العمليات الإنتاجية والتسويقية لزيادة قدرتها على مواجهة التحديات والمستجدات والتجارب أيضاً ونظراً لاستجابتها السريعة للتطوير والتغيير المستمر، الأمر الذي يتطلب تطبيق معايير الجودة بشكل مستمر ومتجدد بهدف تلبية رغبات المستهلك من جانب وتحسين الكفاءة التصنيعية وزيادة القيمة المضافة.
الجمعية السورية للجودة
من جانبه امين سر الجمعية العلمية السورية للجودة وسيم الغبرة قال: إن إقامة الندوات والورشات والمؤتمرات تكتسب أهمية كبيرة لنشير من خلالها إلى أهم احتياجات القطاعات في مجال الجودة للحفاظ على مستوى التنافسية في الخدمات المقدمة من المنتجات والمعايير الوطنية والإقليمية والعالمية بجوانبها الإدارية والفنية.
وتعمل الجمعية السورية للجودة على مدار العام على نشر ثقافة الجودة وتأهيل الكوادر النوعية وتقديم التدريب على المواصفات القياسية الأبرز و تحديثها من خلال عشرات الدورات وعلى امتداد بلدنا. كما تقوم بتجربة العديد من المواصفات القياسية ذات الأهمية لنمو قطاعاتنا لتطوير وازدهار اقتصادنا وتعزيز قدراتنا وبعض مؤسساتنا ورفع الجودة في جميع مناحي الحياة.
وأضاف الغبرة: يحتوي المؤتمر الأول لجودة وسلامة الغذاء على ثلاثة محاور أساسية وهي جودة التصنيع الغذائي والأبعاد الصحيحة والاقتصادية للتصنيع الغذائي والرقابة على الأغذية وحماية المستهلك كونها محاور تمس جوانب الحياة من خلال التعرف على المواصفات الخاصة لسلامة الغذاء وأهميتها في حياتنا في تحديد مقاومة الغذاء وفق النظام الإداري لسلامة الغذاء المواصفة ISO 22 يبحث فيها خيرة الخبراء الوطنيين وخلاصة تجاربهم للتعرف على ممارسات ومعايير والمواصفات والتجارب الأكثر حداثة.
شهادة دولية
مايكل روبسون من منظمة الأغذية العالمية الفاو أكد أن سلامة الغذاء وجودته امر مهم جداً ونحن نعمل بشكل وثيق على وضع معايير سلامة الغذاء التي يجب أن تنعكس في التشريعات الوطنية وندعم جهود الحكومات في هذا الأمر، ويجب أن تتضافر الجهود بين جميع القطاعات العاملة في الصناعات الغذائية.
وأضاف روبسون: سمعت الكثير من الأمور الرائعة خلال المؤتمر بشأن عمليات المطابقة والأتمتة والتصميم الهندسي المرتبطة بسلامة وجودة الغذاء، مشيراً إلى أن جودة الغذاء يجب أن تنطلق من المزارع ومعرفة نوعية المياه التي يستخدمها والمواد الكيمائية في زراعته وبعدها الآليات وخطوط الإنتاج، ومنظمة الفاو جاهزة لتقديم كل الدعم لما يخرج به هذا المؤتمر .
من جهته بيّن جلال الحمود من منظمة الفاو أن سلامة منظومة الغذاء تلتقي مع أهداف التنمية العالمية وأهمها أنه في حال تبني المواصفات القياسية لمعايير سلامة الغذاء سيفتح الباب أمام الشركات المحلية لتصدير منتجاتها ما ينعكس إيجاباً على اقتصاد المجتمع وجودة غذائه، كما يحقق هدف القضاء على الجوع لأن اعتماد المواصفات سيزيد من الإنتاج، كما يحسن صحة الأفراد والمجتمع وزيادة الأمن الغذائي، هذا إضافة إلى تحسين بيئة العمل عند تبني المعايير وزيادة الطاقة الاستيعابية الاقتصادية وإدارة مخلفات الطعام والمخلفات الكيميائية المرتبطة بالغذاء.
نصدر إلى ١٢٠ دولة
عضو غرفة صناعة دمشق رئيس قطاع الصناعات الغذائية طلال قلعجي أوضح أهمية المؤتمر ولا سيما أنه حول سلامة الغذاء وقطاع الصناعات الغذائية لدينا من أهم القطاعات ولذلك يعتبر نقلة نوعية في مجال الجودة لتحسين مواصفات صناعاتنا الغذائية وزيادة صادراتها من خلال تحقيق المواصفات القياسية العالمية والسورية وإيجاد الركيزة الأساسية لتطوير هذا القطاع المهم وخاصة في ظل الصعوبات الحالية وظروف الحصار، ولكن رغم ذلك نصدر منتجاتنا إلى ١٢٠ دولة وارتفع عدد المنشآت الغذائية خلال أربع سنوات من ٣٠٠ إلى ٨٠٠ منشأة واستطاعت تعويض الكثير من المستوردات وانتقلت إلى التصدير.
عتب!!
المهندس عادل علي حسن استشاري أنظمة الجودة رأى أن الجودة مسؤولية الجميع ويجب ألا نضيع الوقت وأن نطبقها في مختلف مناحي الحياة في العمل والمنزل وكل مكان، لذلك لا بد أن تكون لدينا هيئة ناظمة للجودة وهيئة اعتماد سورية وكذلك هيئة للغذاء والدواء كما هو موجود في كل دول العالم ويتوجب على هيئة المواصفات والمقاييس السورية أن تعتمد معايير الأيزو وإلزام الجميع بها وألا ننتظر عقد المؤتمرات.
وتساءل حسن لماذا نبدأ من نقطة الصفر في مجال إدارة أنظمة الجودة رغم ما كان لدينا من خبراء قبل الأزمة وهم موجودون حتى الآن يمكن العودة إليهم ومعرفة أين وصلوا سابقاً حتى نتابع الآن، فقد بنينا سابقاً منظومة الجودة وبدأنا بإنشاء هيئة الاعتماد السورية وكانت التشريعات والقوانين جاهزة وتحتاج فقط إلى إصدار ؟!.