بعد “سفربرلك” بجزأيه و”يوم من زماننا”.. عجاج سليم يراهن على نص محلي آخر
لقاء: إدريس مراد
لطالما كان العمل في مسرحنا الوطني دافعه الحب فحسب، ومن الصعب أن يهجر المحب لهذا الفن الراقي الخشبة، ومنهم المخرج الدكتور عجاج سليم، الذي أدهش المتلقي بعروضه السابقة منذ بداية التسعينيات مثل “يوم من زماننا، سفربرلك، نور العيون…”، وبعد ثلاثة نصوص محلية وأخرى مقتبسة، يحضر عرضا جديدا ويجري عليه التدريبات اليومية، إذ يراهن فيه على نص مسرحي محلي جديد، ليبدأ عروضه في منتصف الشهر القادم.
بسيط كالماء..
يتحدث د.عجاج لصحيفة “تشرين” حول اختياره لهذا العرض الذي عنونه ب”نقيق” للكاتبة السورية روعة سنبل، وقد فاز هذا النص بمسابقة الهيئة العربية 2020 من أصل 247 نصا من كل البلدان العربية وحصل على المركز الأول، فهو مدهش بتكثيفه ولغته وصوره الجنوبية وبعيد عن الأطر التقليدية، حيث يضع المتلقي أمام تأويلات متعددة، ويحقق الشراكة بين المتلقي والعرض.. نص يظهر في البداية سهلا، لكنه من نوعية السهل الممتنع، وقد وفقت الكاتبة باختيارها بعض مقاطع شعرية للشاعر السوري رياض صالح الحسين ضمن الحوار الذي يعبر عن أحد عناوين دواوينه “بسيط كالماء واضح كطلقة مسدس”».
معاناة الحرب
يُضيف سليم: «نعمل لنجسد روح هذا النص، وبرأيي أنه من النصوص التي يمكن أن تعيد الاعتبار للمسرح بخصوصيته من خلال حضور كامل عناصر العرض المسرحي، ومضمونه حكاية كل بلد عانى من الحرب رغم أننا لا نتكلم فيه عن الحرب بشكل مباشر، بل نتحدث عنها من خلال عائلة عانت الحرب وما بعد الحرب، ورغم مرور عدة سنوات على كتابته غير أنه صالح لكل زمان ومكان، لاحتوائه عمقا إنسانيا كبيرا».
الوجوه الشابة
في كل تجاربه يعتمد د.عجاج على الوجوه الشابة مبتعداً عن النجم ومراهناً على أدواته كمخرج مسرحي متميز، ونستطيع القول إنه خرّج نجوماً من خلال عروضه السابقة أمثال الفنانين شكران مرتجى والراحل نضال سيجري ومحمد حداقي وغيرهم، وفي هذا السياق يقول: «لا أنكر وجود المغامرة في أغلب أعمالي، لاسيما العرض الذي نتحدث عنه، ولكن ثقتي كبيرة بكل طاقم العمل، وذلك بوجود تناغم وانسجام ما بين الكلمة والأداء من جهة وبين الموسيقا والصورة البصرية من جهة اخرى، حيث إن العرض يتضمن بعض المشاهد البصرية التي تم تصويرها وأيضاً تم تجميع بعضها إضافة إلى الاعتماد على روح جديدة فيها شيء من الإصرار والإرادة والأمل، وكل طاقم العرض من وجوه شابة هم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية».
مسرح محترم
ويردف صاحب (نور العيون): «لم أعمل يوماً على حكاية النجم، فعندما قدمت (سفربرلك) لم تكن الفنانة شكران مرتجى بهذه النجومية ومثلها الفنانون الراحل نضال سيجري وسهيل الجباعي وجمال العلي، ورغم ذلك وإلى اليوم؛ العمل في ذاكرة الجمهور السوري، ومرة واحدة في (يوم من زماننا) اعتمدت فيها على السيدة مها الصالح لأن العرض كان يتطلب ذلك، وفي كل عروضي أعتمد على الشباب لأن التفكير بتقديم عرض تجاري وجلب الجمهور على اسم معين هو أول سقطة للمخرج، أريد جمهوراً يأتي ليحضر المسرح، أنا أحترم المسرح، وبالنسبة لي هو رسالة واحترام للحضور و لا أتاجر بالمسرح».
هوية العمل:
اسم العرض: نقيق
تأليف : روعة سنبل، إعداد وإخراج: د. عجاج سليم
تمثيل : ريم زينو، وليد الدبس، ندى العبد الله، آليس الرشيد ( رقص)، ومشاركة المغنية إيناس الرشيد، ماسة طيار (مساعد مخرج) سلوى حنا (إدارة)، محمد عزاوي (موسيقا)، زين حيدر ومحمد الآغا (المادة السينمائية)، عماد حنوش وراكان عضيمي (إضاءة)، إياد عبد المجيد (صوت)، إضافة إلى طاقم السينوغرافيا وهم: أحمد العلبي، آنجي سلامة، راما فليون، ليوناردو الأحمد.