رغيف الخبز وجودته في حماة تضيع بين المطاحن وطريقة نقل الخميرة…!
تشرين -محمد فرحة:
ما زالت العلاقة الشائكة بين المطاحن العامة الحكومية والمطاحن الخاصة يشوبها ألف سؤال وسؤال وإشارات الاستفهام، ودور نقل الخميرة بلا برادات لمسافات طويلة ما ينتج عن ذلك في كثير من الأحيان صناعة رغيف ليس بالسوية الجيدة ، بدليل أن النواتج ما زلت تشكل مادة علفية للمواشي.
يقول مدير فرع السورية للحبوب في محافظة حماة خالد جاكيش ما زلنا نستاجر المطاحن الخاصة لتأمين وتوفير الحاجة المطلوبة في مجال المحافظة من الدقيق والمقدرة ب٨٠٠ طن يومياً، فطاقة مطحنة السلمية لم تعد قادرة على تأمين هذه الكمية بمفردها، فعمرها الزمني تعدا النصف قرن تقريباً دون أي صيانة فقد تآكلت بعض أجهزتها ومع ذلك فهي أفضل مطحنة حكومية في سورية .
وأردف جاكيش: أما بالنسبة لمطحنة كفر بهم فقد وصلت إلى وضع فني صعب جداً فبالكاد يتم طحن ٣٠ طناً فيها فيعود إنشاؤها إلى منتصف الستينيات، الأمر الذي يضطرنا إلى استئجار المطاحن الخاصة لتف بحاجتنا من الدقيق وأحياناً نزود بعض المحافظات الأخرى .
وماذا عن مقايضة الدقيق بالنخالة؟
يجيب جاكيش: هناك آلية متفق عليها مابين الإدارة العامة للسورية للحبوب وبين بعض تجار النخالة، حيث يمنحونا كل طن دقيف يقابلة طن و٩٠٠ كغ من النخالة ، أما كيف يباع لمربي المواشي فهذا شأن آخر تحددة “حماية المستهلك” .
وفي معرض جوابه على سؤال ما إن كان قد طرأ تغير على أسعار النخالة بعد رفع أسعار القمح قال جاكيش: هناك فكرة تؤشر لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
أحد مربي المواشي قال : التجار يأخذون كيلو النخالة من السورية مابين ال ٧٥٠ ليرة وفي أسوأ الأحوال ب٨٥٠ ليرة وتحديداً يباع الكيلو من قبل الجمعيات الفلاحية ب١٣٥٠ ليرة .
وفي الشق الثاني يشتكي العديد من أصحاب الأفران من سوء الخميرة ما يؤثر على خواص صناعة الرغيف ، سؤال وجهته “تشرين” لمدير مخابز حماة هيثم إسماعيل فقال: لدينا ٢٤٢ مخبزاً وفرناً في مجال المحافظة يتم نقل الخميرة لكل منها وهي مجمدة تتحمل لساعات طويلة فكيف تؤدي لسوء صناعة الرغيف .
منوهاً بأنه يتم إحضار الخميرة كل أسبوع مرة من معمل حمص وتوزع على المخابز ؛ لنقاطعه ونؤكد أننا رأينا بأم أعيننا كيف يتم نقل الخميرة في سيارات مكشوفة وغير مبردة وسط درجات حرارة عالية جداً وهذا بالتأكيد سيؤثر على سوية صناعة الرغيف. فعندما تكون حامضة مثلاً سينتج عنها رغيف ليس جيداً .
بالمختصر المفيد تبقى قضية تصريف نواتج الطحين من النخالة تشوبها ألف إشارة استفهام وبخاصة لماذا الأصرار على استئجار المطاحن الخاصة بدلاً من تأهيل مطاحننا العامة ، أما ما يتعلق بصناعة الرغيف فلم تقنع إجابة مدير مخابز حماة لجهة أن الخميرة لا تؤثر عليها حرارة الشمس وأنها تتحمل لساعات طوال ..وإصراره على معرفة الشاكين تنم عن عدم تفهم سبب الشكوى …!