الثروة السمكية بطرطوس: القناديل البحرية ظاهرة طبيعية لا تستدعي الهلع
رفاه نيوف:
في مثل هذا الوقت من كل صيف و تحديدا في شهر تموز تكثر القناديل البحرية على شواطئنا وتشكل عائقا أمام السياح ومحبي السباحة، وتعد لسعة القناديل موجعة ومؤذية لهذا يبتعد الكثير من رواد البحر عن السباحة وخاصة الأطفال.
مدير فرع المنطقة الساحلية في الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية اختصاصي بيولوجيا البحار والمصايد الدكتور علاء الشيخ أحمد يؤكد ل”تشرين” بن ظاهرة وجود القناديل في بحرنا في مثل هذه الأوقات ظاهرة طبيعية ولا تدعو للهلع و لا داعي للخوف من ممارسة السباحة مع الانتباه.
وأشار الشيخ أحمد إلى أن معظم القناديل البحرية الموجودة في بحرنا قادمة إما من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، أو من البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر قناة السويس، وهذه القناديل تعيش دورة حياتها الطبيعية وتزور بحرنا كما هي العادة سنوياً بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة المياه في شهري تموز وآب ، كما تتابع الهيئة سنوياً عبر لجان بحثية مختصة جولاتها لدراسة هذه الظاهرة وتغيراتها ، علماً أنه كان قد تم رصد قنديل البحر الرحال المهاجر من المحيط الهندي لأول مرة في سورية عام ١٩٩٥ ، وتعد السلحفاة البحرية أحد أعداء القناديل الطبيعية، حيث تتغذى عليه و تتعرض أحياناً للموت لأنها تأكل الأكياس البلاستيكية ظناً منها أنها قناديل البحر ، كما أن زيادة حرارة البحار في نصف الكرة الشمالي ( البحر المتوسط) نتيجة الاحتباس الحراري العالمي جعلتها بيئة دافئة ومناسبة لمعيشة أنواع القناديل المهاجرة من البحر الأحمر ، إضافة لزيادة الملوحة في البحر نتيجة زيادة حرارة المياه التي شكلت عاملاً مساعداً لهجرة القناديل من البحر الأحمر.
وأضاف الشيخ أحمد : إن ذلك لا يستدعي خوف المصطافين على البحر ناصحاً إياهم بالسباحة في المسابح البحرية التي تضع شباكاً لمنع وصول القناديل إلى أماكن السباحة المخصصة ، وأخذ الحيطة وعدم الاقتراب من القناديل لكونها ( تلسع بمجساتها وخيوطها السفلية، أما رأسها فهو أملس ناعم وبالإمكان مسكها منه ) ، وفي حال التعرض للسعات القنديل يجب الخروج سريعاً من المياه ، وغسل الأجزاء المصابة بمياه البحر ، ومن ثم استعمال الخل بحيث يتم وضعه على الأماكن المصابة كلها ، واستخدام ملقط أيضاً لإخراج كل ما هو لاصق على الجلد لأنه سيحفر المكان الموجود عليه إذا لم تتم إزالته، ووضع ماء فاتر على الجسم كله أو على الأجزاء غير المصابة بعد أن تهدأ الأماكن المصابة، مع استخدام كريم مهدىء أو اللجوء للطبيب الاختصاصي في حال كانت الحالة تستوجب عناية أكبر ، حيث تختلف درجة الإصابة بلسعة القنديل حسب حجم الحيوان وقوة اللسعة ودرجة حساسية الجلد المصاب ، مع العلم أن معظم الحالات التي يتم تسجيلها هي من الإصابات الخفيفة والمتوسطة التي تتحسن بالعلاج المنزلي البسيط.