أضرار بشرية ومادية بالجملة.. والعين على المليارين لإصلاح ما أفسدته العاصفة
صفاء اسماعيل:
حالة وفاة وإصابات عدة، إضافة لتسجيل أضرار بالجملة موزعة بين عامة وخاصة، كانت حصيلة مؤلمة للعاصفة في مدينة اللاذقية التي كان لها الحصة الأكبر من العاصفة التي وصلت فيها شدة الرياح إلى ١٣٥كم/سا.
فما إن حطّت العاصفة أوزارها بعد ساعات من حبس أهالي اللاذقية أنفاسهم، وهم الذين لم يشهدوا مثل هذه العاصفة من قبل (حسب تعبير الكثير منهم)، حتى بدأ الأهالي ومديريات المحافظة كافة بحصر الأضرار التي أسفرت عن وفاة وإصابة عشرة أشخاص بجروح متفاوتة، وتضرر نحو ٧٠ سيارة خاصة، وسقوط ٣٥ لوحة إعلانية طرقية كبيرة، وأكثر من ٥٠٠ شجرة على الأرصفة والمنصفات.
الساعة الأولى لهبوب العاصفة، أسفرت عن وفاة صياد وغرق زورقه في منطقة ابن هانئ، فيما تم إنقاذ ٦ بحارة آخرين كانوا على متن زورق بحري آخر غرق أثناء دخوله من بوابة مرفأ اللاذقية.
بالتزامن، أكدت مديرة المشفى الوطني في مدينة اللاذقية الدكتورة سهام مخول أنه تم إسعاف عشرة أشخاص إلى قسم الإسعاف بإصابات طفيفة، تم تقديم العلاج اللازم لهم وتخريجهم، بعد التأكد من أن حالتهم جيدة.
وبعيداً عن الأضرار البشرية، أكد رئيس مجلس مدينة اللاذقية المهندس حسين زنجرلي ل”تشرين” أن الأضرار الناجمة عن العاصفة كبيرة في الطرقات والمرافق العامة، مدللاً بسقوط عشرات الأشجار واللوحات الإعلانية والمرورية وأسلاك الشبكة الكهربائية وأعمدة إنارة الطاقة الشمسية على عدد من الطرق ما أدى إلى انقطاعها، وتضرر سيارات مواطنين تعرض زجاجها للكسر من جراء سقوط الأشجار وبعض أسوار المباني. ناهيك بتضرر مواقف باصات وتكسر زجاج نوافذ بعض المكاتب العائدة لمجلس المدينة.
وإذ لفت زنجرلي إلى أضرار في الممتلكات الخاصة، فإنه دلل بخزانات مياه وأجهزة طاقة شمسية، وأجهزة تسخين مياه، وواجهات زجاجية، وسيارات.
وأشار زنجرلي إلى قيام ورشات مجلس المدينة وآلياتها بالتعاون مع الدفاع المدني وفوج الإطفاء بالعمل على إعادة فتح الطرقات وإزالة الأشجار المكسورة والأنقاض التي خلفتها العاصفة، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وإحصاء الأضرار.
وبيّن زنجرلي أن مبلغ ٥٠٠ مليون ليرة الذي منحه رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس لمجلس المدينة، سيتم استثماره في إصلاح الأضرار الناجمة عن العاصفة وتحسين الواقع الخدمي في المدينة.
إلى جبلة، قال رئيس مجلس المدينة المهندس أحمد قناديل ل”تشرين” : إن العاصفة تسببت بتساقط بعض الأشجار ووقوع عدد من اللوحات الإعلانية والأعمدة الكهربائية في عدد من طرقات المدينة ما أدى إلى حدوث أضرار في الممتلكات العامة والخاصة.
وأكد قناديل أن عمال قسم الصيانة والخدمات في مجلس المدينة أزالوا آثار العاصفة بالتوازي مع قيام ورشات كهرباء جبلة بإعادة تثبيت أعمدة الكهرباء ووصل كابلات الشبكة الكهربائية.
تضرر ٨٥ مدرسة
مدير الخدمات الفنية في المحافظة المهندس مازن الحسين قال ل”تشرين”: تم منحنا مبلغ مليار ليرة لتحسين الخدمات في المحافظة، مدللاً باستثمار المبلغ في تعبيد الطرق وإعادة تأهيل المدارس المتضررة، وصيانة شبكة الصرف الصحي، وغيرها من الخدمات الرامية للنهوض بالواقع الخدمي في المحافظة.
وأضاف الحسين: آليات وكوادر المديرية عملوا على دعم الجهود لإعادة فتح الطرقات وإزالة الأنقاض والأضرار التي خلفتها العاصفة، مدللاً بتضرر بعض الطرق الزراعية في الأرياف نتيجة سقوط أشجار، وأعمدة، وجدران، حيث وزعت المديرية طواقم عملها وآلياتها على المحاور الرئيسية لإزالة أغصان الأشجار المتكسرة التي أغلقت الطرقات، ورفع الأنقاض وإبعادها عن خطوط الشبكات الكهربائية والهاتفية المتضررة جراء العاصفة.
كما أشار الحسين إلى تضرر ٨٥ مدرسة بنسب متفاوتة، تركزت في النوافذ، وواجهات الألمنيوم، الخزانات و طبقات العزل، إضافة إلى تضرر بعض جدران المدارس، وأضاف: باشرنا بتقييم الأضرار وإعداد الكشوف التقديرية للتكلفة اللازمة للمباشرة بأعمال إعادة التأهيل والصيانة المطلوبة.
وفي هذا الصدد، أكد الحسين أن رئيس مجلس الوزراء ووزير الإدارة المحلية والبيئة شددا على ضرورة الانتهاء من أعمال الصيانة المطلوبة قبل بداية العام الدراسي الجديد.
وتابع الحسين: بالتوازي مع أعمال معالجة أضرار العاصفة، فإن ورشات الخدمات الفنية مستمرة بتنفيذ المشروعات الأخرى ضمن خطة عملها للعام الحالي من صيانة مدارس وتعبيد طرقات وتفريعات لتخديم منازل ذوي الشهداء وصيانة خطوط صرف صحي في مناطق متفرقة من المحافظة.