دافوس عاد.. والعالم تغير!

ترجمة وتحرير: راشيل الذيب
في مرحلة تاريخية حاسمة التأم شمل المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس).. ففي تاريخه الممتد على مدار خمسين عاماً، لم يواجه المنتدى قضايا عالمية غير مسبوقة كالتي يواجهها الآن، إذ يتعافى العالم من جائحة كورونا، ويكافح لاحتواء التأثير المدمِّر لأزمة المناخ، ويبحر في عاصفة جيوسياسية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
هذا التغيير تحدث عنه رئيس المنتدى بورج بريندي، إذ قال: سيكون دافوس مختلفاً بسبب الافتقار إلى التعاون العالمي لحلّ هذه التحديات التي تحتاج حلولاً عالمية.
وكما كان متوقعاً، كانت أوكرانيا على رأس جدول أعمال دافوس لهذا العام، حيث ألقت العملية الروسية في أوكرانيا ظلالها على المنتدى بعد أن اختار المنظمون عدم توجيه دعوة للشركات أو الممثلين الروس في ضوء العقوبات المفروضة على موسكو.
ولا شك في أن غياب روسيا عن أحد أهم اجتماعات النخبة العالمية وأكثرها حصرية ترك فراغاً ملحوظاً يتم ملؤه بطرق غير متوقعة! فعلى سبيل المثال، مطعم “روسيا هاوس” الذي استضاف الوفد الروسي في السابق لسنوات، استولت عليه الآن مؤسسة أوكرانية وأعادت تسميته ، فيما كان الوفد الأوكراني الأكبر عدداً.
إلى ذلك استمرت أزمة المناخ واحدة من أهم نقاط الحديث في المنتدى الاقتصادي العالمي، رغم الشجب الكبير الذي يتلقاه القائمون على الحدث، ذلك لأن العديد من الحاضرين يصلون إلى دافوس على متن طائرات خاصة، ما يقوض بيانات الاعتماد البيئية للمنتدى!.
الأوبئة كانت حاضرة أيضاً ضمن النقاشات، ففي الوقت الحالي، تجاوزت أوروبا تداعيات أزمة كورونا، بعد أن بدأت العديد من دولها برفع القيود في مؤشر على بدء مرحلة التعايش، لكن في دافوس، كان هناك حضور ملموس للفيروس، إذ يتعين على جميع المشاركين والمندوبين ووسائل الإعلام تقديم إثباتات معينة، كالتطعيم، للسماح لهم بالمشاركة بالمنتدى.
في حين أن المنتدى يهدف إلى معالجة القضايا الملحة كما ذكرنا آنفاً، كعدم المساواة ومستقبل التكنولوجيا والصراع الجيوسياسي، فإن توجيه دعوات لبعض الشخصيات الأكثر ثراءً لحلّ هذه المشاكل يبدو خارج حدود المنطق، وخاصة بعد أن زادت ثروة مليارديرات العالم بنحو خمسة تريليونات دولار خلال الوباء، و وفقاً لتقرير صادر عن منظمة “أوكسفام” في كانون الثاني الماضي، فقد شهد أغنى عشرة أثرياء في العالم زيادة ثرواتهم الجماعية بأكثر من الضعف بين آذار2020 وتشرين الثاني 2021، بينما دُفع في الوقت نفسه بعشرات الملايين من الأشخاص حول العالم إلى الفقر المدقع وسط إغلاق الاقتصاد العالمي واعتماد العديد من الأسر المتعثرة على دعم حكومات الطوارئ، وهذا ما يمثل بطريقة أو بأخرى مقولة: «إن طبقة النخبة الثرية لا تترك بقية العالم وراءها فحسب، بل تزدهر بدقة من خلال الدوس على أعناق الجميع» هذا ما يقوله الكاتب الأمريكي أناند جيريدهارداس في كتابه “الفائزون يأخذون كل شيء: تمثيلية النخبة لتغيير العالم”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار