ما مصير الثروة الحيوانية مع التوقعات بارتفاع أسعار التبن لألف ليرة ؟
محمد فرحة
يمكن أن نطلق على قادمات الأيام حول ما يتعلق بالثروة الحيوانية بنكسة القطعان، فأي مصير ينتظرها وينتظر مربيها عندما يصل أبسط وأقل المواد العلفية سعرا إلى ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، ألا وهي مادة السفير، ما يعرف بالتبن، خلاصة الحصاد والقش اليابس؟.
لقد بدأت الحلقات تتشابك واستحكمت عقدها ما جعل فكها وحلها أمراً صعباً جداً ومرهوناً بمنع تهريب مادة التبن، وبغير ذلك يمكننا أن نقول وداعاً لثروة كانت يوماً مصدر دخل قوي لاقتصادنا المحلي.
واليوم لا ضوء يلوح في الأفق للنهوض بهذا القطاع مايشكل تهديداً لدخل آلاف الأسر، وكي لا نبتعد كثيراً عما نريد طرحه؛ نشير إلى أنه بعد أسبوعين ستبدأ عملية الحصاد ومعها سيقوم التجار بشراء مادة التبن بهدف تخزينها والمتاجرة بها، أو تهريبها وبالتالي قلة وجودها مايؤدي إلى ارتفاع سعرها إلى الألف ليرة كما قال المربي محمد مهنا من ريف محردة.
في حين قالت سيدة من قرية أصيلة وتدعى أم محمد: يوجد لدينا بقرتان وإن صار كيلو التبن بألف ليرة سنبيعهما، لأنه لم يعد بمقدورنا شراء أبسط وأقل المواد العلفية قيمة غذائية، فكيف سنشتري الخلطة والكسبة والنخالة التي سيرتفع أسعار هذه الأخيرة لطالما ارتفع سعر شراء القمح ونواتجه.
فراس منصور مربي أبقار من منطقة الغاب قال: إذا وصلنا لمرحلة لم نستطع فيها شراء التبن للأبقار كيف سنشتري الخلطة والشعير والمواد الأخرى؟.
رئيس الرابطة الفلاحية في مصياف إبراهيم حسن قال لتشرين: من الطبيعي أن ترفع المطاحن أسعار النخالة قريباً لطالما اشترت القمح بسعر عال من وجهة نظرها، خلافاً للعام الماضي.
واستطرد حسن: من هنا نرى ضرورة. تشديد الإجراءات لمنع تهريب التبن وحرمان المواشي لدينا منه، ثم لماذا لا تشتريه مؤسسة الأعلاف أسوة بالنخالة ولو من باب التجربة؟.
باختصار: مستغلو الأزمات لم يتركوا الفرصة تمر من دون التقاطها حيث سيشترون التبن ويخزنوه لحين الطلب ويطرحوه ليحققوا جشعهم، كيف لا وكيلو التبن أثناء موسم الحصاد هذه الأيام لا يتعدى ال ٦٠٠ ليرة.